تعتبر امتدادا لصحاري طرابلس. وكان من النادر أن يأتوا إلى بلاد البربر التي لم يكن لهم فيها أي نفوذ وما كانت تنسب إليهم فيها أية مقاطعة. وهكذا يظلون على الدوام في الصحراء مع إبلهم. وعدد القادرين منهم على ممارسة الحرب يبلغ 90000 معظمهم من المشاة (103).
وتسكن عشيرة سعيد نفس صحاري ليبيا (104) ويرتبطون بعلاقات صداقة وتجارة مع مملكة ورقلة. ويملكون عددا لا يحصى من الماشية ويصدرون اللحوم لكل المدن والقرى القريبة من صحاريهم، ويكون ذلك في الصيف، لأنهم لا يغادرون الصحراء في الشتاء. ويقاربون 150000 من حيث العدد ولكنهم لا يملكون سوى القليل من الجياد.
وتسكن دلج عدة مناطق. والقسم الأعظم منهم يعيش على تخوم قيصرية ومملكة بجاية (105). ويتلقى هؤلاء العرب معونات من الأمراء والمجاورين. ويسكن أصغر جزء منهم سهل آدخسن (106) على تخوم موريتانيا مع جبال الأطلس. ويدفع هؤلاء الضريبة لملك فاس. وتسكن المنتفق سهول آزغار. ويطلق عليهم اليوم اسم الخلوط (107) وهم يدفعون الضريبة أيضا لملك فاس ويستطيعون تعبئة 8000 فارس مجهزين تجهيزا جيدا جدا. وتسكن صبيح، وأقصد أعظمهم أهمية وأرفعهم قدرا، بجوار تخوم مملكة الجزائر ويتلقون مساعدات من ملك تلمسان. ولهم في نوميديا بضع مناطق خاضعة لهم. ولا يقل عدد فرسانهم كثيرا عن 3000 فارس، وهم شجعان للغاية عند الصدام.
ولهؤلاء العرب أيضا عادة الانسحاب شتاء نحو الصحراء لأنهم يملكون كثيرا من الإبل.
ويسكن قسم آخر من صبيح في السهول الواقعة بين سلا ومكناس. ولهؤلاء أغنام وأبقار ويزرعون الأرض ويدفعون كذلك ضريبة لملك فاس، ويبلغ عدد فرسانهم 4000 فارس مجهزون أحسن جهاز.
Página 60