واستكانتهم (89). ولكن بعد أن استرد عبد المؤمن، ملك مراكش، مدينة المهدية من النصارى، مر بتونس في أثناء عودته، وانتزع منهم هذه الإمارة (90).
وظلت تونس طيلة حياة عبد المؤمن (91)، ملك مراكش، ثم ابنه يوسف (92) ثم ابن هذا، يعقوب المنصور (93)، ظلت آمنة في سلام تحت حكم ملوك مراكش.
وبعد موت المنصور، أعلن ابنه محمد الناصر، حربا على ملك أسبانيا، ولكنه انكسر وهزم (94) واضطر للهرب إلى مراكش حيث لم يعش بعدها أكثر من بضعة أعوام (95).
وبعد وفاته انتخب أخوه، ولكن هذا الملك قتل على يد بعض جنود ملك تلمسان (96). وفي الفترة الواقعة بين هزيمة محمد وموته وبين موت أخيه يوسف، عاد العرب لسكنى دولة تونس وكثيرا ما ضربوا الحصار على حاكمها. فأخبر هذا ملك مراكش بأنه إذا لم يرسل له نجدة قوية، فسيضطر لتسليم المدينة للعرب (97)، وقد فكر الملك (98) أن مشروعا كبيرا كهذا يحتاج لرجل مجرب. ولهذا اختار من بين رجال حاشيته
Página 444