العرب الذين يسكنون مدن إفريقيا
لقد جلب الجيش الذي بعثه الخليفة الثالث عثمان، في عام 24 للهجرة، الى افريقيا جالية كبيرة من العرب يبلغ عددها حوالي ثمانين ألفا من العشائر العريقة ومن غيرها (75).
وعند ما أتموا فتح بضع مناطق عادت كل الشخصيات الكبرى والنبلاء الى جزيرة العرب. ولم يبق محليا مع الآخرين سوى القائد العام للجيش، الذي يدعى عقبة بن نافع. وقد سبق لهذا ان اختط مدينة القيروان وأقام فيها تحصيناته. وقد ظل بالفعل متوجسا من أن يخونه سكان الساحل وأن يتلقوا بعض الدعم من جزيرة صقلية وتصل اليهم نجدات قد تشن عليه الحرب. وهكذا انسحب باتجاه الصحراء، في داخل الأراضي، مع كل الغنائم التي غنمها وأسس مدينة القيروان على مسافة 120 ميلا تقريبا (76) من قرطاج. وأعطى الأمر لزعماء الجيش والمدنيين الذين ظلوا معه بأن يقيموا في أكثر المناطق مناعة وأكثرها مواءمة للدفاع وأن يشيدوا فيها قلاعا وحصونا لم يكن لها نظائر من قبل، وقد تم تشييد كثير من هذه القلاع والحصون (77).
Página 49