بالمهدي (ابن تومرت)، فثار على دولة المرابطين، وعقد حلفا مع قبيلة الهرقة، وهي فرع من مصموده. وطرد الاسرة الحاكمة من لمتونة ونادى بنفسه ملكا (59). وبعد وفاته تم انتخاب احد تلاميذه عبد المؤمن، من قبيلة بني ورياغل، من أحفاد صنهاجه، وظلت السلطة بأيدي أسرة عبد المؤمن خلال فترة امتدت زهاء مائة وعشرين سنة وحكمت كل افريقيا تقريبا (واشتهرت دولتهم باسم دولة «الموحدين»). وقد خلعت هذه الاسرة على أيدي بني مرين الذين يعودون اصلا لقبيلة زناته. ودام حكم هؤلاء مائة وسبعين عاما. (60)
وقد استولى بنو وطاس على السلطة، وهم فرع من لمتونة (61) أما بنو مرين فقد كانوا دوما في حالة حرب مع بني زيان، ملوك تلمسان، الذين ينتسبون لصنهاجه من حيث الاصل (62) ومن فرع مغراوه (63). وقاموا بحملات ايضا ضد الحفصيين، ملوك تونس، والذين يعودون من حيث الاصل لقبيلة هنتا، وهى فرع من مصموده. (64)
وهكذا نرى كفاح كل من هذه القبائل الخمس وما نجم عن كفاحها من آثار في هذه المناطق.
Página 46