وتكون بعيدة عن مدى تجارتنا. وهكذا لن أتكلم إلا عن تلك التي قصدتها والتي ترددت عليها لمدة طويلة، وعن الممالك الأخرى التي كان ينطلق منها تجار لبيع سلعهم في البلاد التي كنت فيها والذين اعطوني عنها اخبارا وفيرة. ولا أريد أن أغفل اني ذهبت الى خمس عشرة مملكة في بلاد السودان، ومكثت فيها مدة تبلغ ثلاثة أضعاف المدة التي قضيتها على الطريق، وكل هذه الممالك كانت معروفة جدا ومجاورة لتلك التي أقمت فيها. (28) وسأذكر أسماء هذه الممالك بدءا من الغرب سائرا في اتجاه الشرق وهي: ولاته، جنه، مالى، تومبوكتو، غاءو، (29) غوبر (30) آغادس، كانو، كاتسنه، زقزق، وانغاره، وانفاره، بورنو، غاوغه، (31) والنوبة، وهذه الممالك الخمس عشرة والتي يقع أغلبها على نهر النيجر (32)، يمر منها الطريق الذي يسلكه الذين يذهبون من ولاته قاصدين القاهرة. (33) وهذه الطريق طويلة ولكنها مأمونة جدا. وهذه الممالك متباعدة بعضها عن بعض. وتنفصل عشر منها بعضها عن بعض بصحارى رملية أو بواسطة نهر النيجر.
وعلينا أن نعلم أن كل مملكة كانت في الماضي تحت حكم عاهل متميز. ولكن خضعت في عصرنا لهيمنة ثلاثة ملوك، وهم ملك تومبوكتو (34) الذي يملك القسم الأعظم من المماليك المذكورة، وملك بورنو الذي يملك أصغر قسم، وملك غاوغه الذي يستحوذ على الباقي تحت سلطته. ولكن من الصحيح ايضا القول بأن ملك دوكالا (35) يملك هو ايضا دولة صغيرة. وهناك عدة ممالك اخرى تتاخم من الجنوب الممالك المذكورة آنفا، مثل
Página 41