ذلك الحين أصبح هذا الجبل تابعا لملك البرتغال. وعلى أثر وصول ملك فاس لهذه المنطقة عاد قسم من الناس إلى آسفى. وجلت البقية إلى فاس بتأثير من الملك لأنهم لم يقبلوا العيش تحت سيطرة النصارى (267).
الجبل الأخضر
الجبل الأخضر جبل عال، ويبدأ من جوار نهر أم الربيع، ويمتد غربا حتى تلال هسارة. ويفصل الدكالة عن جزء من منطقة تادلة (268)، وهذا الجبل كثير الغابات وتكثر فيه الجروف الشديدة (269)، وينتج الكثير من ثمار البلوط وينمو فيه الكثير من هذه الاشجار التي تحمل ثمرة حمراء تدعى باللغة الافريقية الأربوز. ونجد فيه كذلك أشجار الصنوبر. ويعيش فيه العديد من الزهاد الذين لا يتغذون بغير ثمار الجبل (270)، لأنهم على مسافة خمسة وعشرين ميلا من أية بقعة مأهولة. ويوجد هنا الكثير من العيون وكذلك بضعة مساجد مبنية حسب أسلوب المسلمين. وتشاهد فيه آثار عمرانية قديمة إفريقية.
وبالقرب من الجبل توجد بحيرة بديعة جدا، تعادل بحيرة بولسينا، الواقعة ضمن المقاطعة البابوية (271). وتحوي هذه البحيرة كمية كبيرة من الأسماك، مثل سمك الحنكليس، وسمك الشبوط، والسلور، وأسماكا أخرى لم أر مثلها أبدا في إيطاليا، وكلها ممتازة للغاية. ولكن لا يصطاد أحد أبدا في هذه البحيرة.
وعندما ذهب محمد (272) ملك فاس إلى دكالة (273) توقف لمدة ثمانية أيام بجوار هذه
Página 169