89

Descripción del Paraíso

وصف الفردوس لعبد الملك بن حبيب

Géneros

قال عبد الملك: لا تفتح لهم أبواب السماء لأرواحهم إذا قبضت، وذلك أن الأرواح إذا قبضها ملك الموت عليه السلام، فما كان منها سعيدا دفعه إلى ملائكة الرحمة وما كان منها شقيا، دفعه إلى ملائكة العذاب فيصعدون به هؤلاء وهؤلاء، فأما السعيد، فتفتح له أبواب السماء ليس منها باب إلا وهو يحب أن يدخل منه، وتصلي عليه الملائكة ملائكة كل سماء حتى تنتهي به إلى العرش، فيرحب به الجبار عز وجل: ومن رحب به الجبار عز وجل رحب به كل شيء من أمره، وذهب عنه الضيق كله، ثم يقول الكريم العزيز: اذهبوا به إلى الجنة فأروه مقعده منها، وما يصير إليه منها، ثم يهبط به إلى جسده قدر ما فرغ/ من غسل الجسد، وتكفينه، فيدخل بين كفه وجسده، حتى يذهب به إلى قبره.

قال عبد الملك: وأما روح الشقي، فتغلق دونه أبواب السماء، فيقول الجبار عز وجل: لا مرحبا به اذهبوا به إلى أمه الهاوية، فأروه مقعده منها، وما أعددت له فيها من العذاب، والنكال، فيرسله الملك الموكل به من يده من السماء فيهوي به إلى الأرض ويهوي في طلبه، فيكون هول ذلك أشد عليه من هول الموت حتى يهوي به إلى سجين، وهي صخرة سوداء على شفير جهنم، فيها أرواح الكفار، والأشقياء الفجار، فيقال له: هذا مثواك إلى يوم القيامة، ويعرض عليه مقعده من النار، وما أعد الله له فيها ثم يعرج به إلى جسده، فيدخل فيما بين الجسد والكفن حتى يدخل لحده، فإذا أدخل الجسد اللحد، وسوي عليه قبره السعيد، والشقي أعيد في كل واحد روحه للفتنة التي كتبها الله عليه، وعلى كل مقبور، فأما السعيد فيثبته الله، وأما الشقي فيضله الله، وذلك قوله في كتابه: {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} يعني القبر، ويضل الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء فيهدي المؤمن، ويعذب الكافر، وقد/ سقت ما جاء في ذلك في موضعه من هذا الكتاب.

قال عبد الملك: ويصير قبر المؤمن عليه في ذلك الوقت روضة من رياض الجنة، ويصير قبر الشقي عليه في ذلك الوقت حفرة من حفر النار.

272- قال: وحدثني أبو محمد الحنفي، عن نافع القارئ، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((للمؤمن في قبره روضة خضراء، ويرحب به في قبره، وينور له فيه)).

273- قال: وحدثني الطلحي، عن أبي حازم، عن أبيه أنه كان يقول: إنما القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.

ما جاء في عذاب القبر

Página 98