============================================================
التواضع والخفاء، ولا تميل إلى الشهرة، وتعنى بالجوانب الروحية عشايتها بالجواتب الشرعية. وكان مطلبا عزيز المنال . طال به الزمان في البحث عنه، حى آصيب بما يشبه آن يكون آزمة "اكتثاب نفسي" حددها في مقدمة كتابه " الوصايا" حيث ردد قوله : "فعظم همي وغمي لفقد الأدلاء، وانطويت على نفسى" وبعد بحث طويل اهتدى إلى من يريده مرشدا له في طريق الآخرة ممن يؤثر الخقاء، والدار الآخرة على الدار الأولى. ولكنه لم يحدد لنا باسمه، كما لم يحدد شيوخه في علوم الشريعة الأخرى، اللهم إلا شيوخه في الحديث حيث ذكرهم لنا في إسناد، لما رواه من الأحاديث.
ويبدو أنه درس كل العلوم التي لا تحتاج إلى السند بنفسه، دون أن ينتسب إلى شيخ معين، ولم يلجا إلى الشيخ إلا في طريق الآخرة. وهنا تتحدد شخصيته المستقلة في : - أنه كما يقول أستاذنا الدكتور عبد الحليم محمود طيب الله ثراه : كان مجتهدا مطلقا في الشريعة، لأن الوضوء كما حدد، في كتابه "فهم الصلاة لا يتفق مع الوضوء كما حدده مذهب من المذاهب الأربعة، بل إنه تتبع أسلوب الوضوء عند الرسول ة وعند أصحابه، وسجل من جموع ذلك صورة متكاملة لا شأن لها بالصور التي حددها الأئمة الأربعة المجتهدون 2 - أنه عنى بتدوين (فقه مالم يدونه الفقهاء) في أبواب من كتبه، مثل : من آم قوما فالزم قلبه الحذر في القراعة، وباب الشهرة، والاحتساب في سرور المسلم، ومذاهب السلف عند غلبة الحرام على المطاعم، ومذاهب الورع وأغاليط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى غير ذلك من الأيواب التي أغفلها الفقهاء، ولا يدونها إلا مجتهد مطلق مستقل بعلمه ومذهبه 3 - أنه نقد بشدة نفس المدرسة التي آثرها وهي المدرسة الروحية في كثير من آرائهم، ورماهم بالغلظة والجهل بالأخبار فيما يتصل بالمكاسب وبالورع، وسجل ذلك كله في كتاب المكاسب، مما يؤكد أنه كان مستقلا، لم تفن
Página 22