تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن

Ismail al-Is'irdi d. 1350 AH
48

تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن

تحذير أهل الأيمان عن الحكم بغير ما أنزل الرحمن

Editorial

الجامعة الإسلامية

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٠٧هـ

Ubicación del editor

المدينة المنورة

Géneros

وأقسم سبحانه في هذه السورة بالعصر أن كل أحد في خسر إلا الذين آمنوا وهم الذين عرفوا الحق وصدقوا به فهذه مرتبة. وعملوا الصالحات وهم الذين عملوا بما علموه من الحق فهذه مرتبة أخرى. وتواصوا بالحق وصى به بعضهم بعضا تعليما وإرشادا فهذه مرتبة ثالثة. وتواصوا بالصبر صبروا على الحق ووصى بعضهم بعضا بالصبر عليه والثبات فهذه مرتبة رابعة. وهذا نهاية الكمال. فإن الكمال أن يكون الشخص كاملا في نفسه مكملا لغيره. وكماله بإصلاح قوتيه العلمية والعملية. فصلاح القوة العلمية بالإيمان. وصلاح القوة العملية بعمل الصالحات، وتكميله غيره بتعليمه إياه وصبره عليه وتوصيته بالصبر على العلم والعمل. فهذه السورة على اختصارها هي من أجمع سور القرآن للخير بحذافيرها والحمد لله الذي جعل كتابه كافيا عن كل ما سواه شافيا من كل داء هاديا إلى كل خير اهـ. وأخرج الترمذي في جامعه عن علي ﵁ قال قال رسول الله ﷺ: "ستكون فتن كقطع الليل المظلم" قيل فما النجاة منها يا رسول الله قال: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو فصل ليس بالهزل، من تركه تجبرا " وفي رواية: "من جبار" قصمه الله. ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تتشعب معه الأراء، ولا تشبع منه العلماء، ولا تمله الأتقياء، من علمه سبق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به فقد هدى إلى صراط مستقيم".

1 / 54