Herederos de los Reinos Olvidados: Religiones Decadentes en Oriente Medio
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
Géneros
على أي حال، على الرغم من أننا أنا وذا الفقار لم نشارك بالفعل في رقصة ما بعد الظهر، فقد كان لدينا موقع مميز وحصلنا على مشاهدة جيدة. بدأ الأمر بتحرك نساء الكلاشا في اتجاهات مختلفة - مشكلات قوس قزح كاملا بأقمشة فساتينهن الاصطناعية ذات الألوان البرتقالية، والوردية، والصفراء بالإضافة إلى اللون الأحمر والأسود التقليديين - والرجال الذين ارتدوا ملابس أقل بهرجة مثل الشالوار كاميز وقبعة شيترال. ارتدى صبية قبيلة الكلاشا الملابس الغربية وقبعات البيسبول. في وسط الحشد استطعت أن ألاحظ بعض الأفراد الشجعان يرقصون وهم محاطون بدائرة من المشاهدين يهللون ويهتفون. وتدريجيا، شكل الرجال والنساء سلاسل بشرية وبدءوا في الرقص بإخلاص.
لم يكن الرجال والنساء يرقصون كشركاء بل في مجموعات منفصلة وكانوا يغنون وهم يرقصون. سألت عظيم بيك عما تعنيه الكلمات. فأجاب: «الأمر يتعلق بعودة الإله ومجيئه للانضمام إلينا مرة أخرى. ويقولون إن أبناء أعمامنا وبنات خالاتنا جاءوا للاحتفال معنا.» وذكر أن الترانيم تتغير كل عشرين دقيقة. وعلى مدار الاحتفالات، شكلت الترانيم المختلفة أنشودة مطولة لبليمان، إله العيد، الذي يأتي من بعيد على حصان مجنح لجمع التماسات أهل الكلاشا. اندفع الأطفال بين الراقصين الكبار، ولعبوا ألعاب المطاردة. لم يوبخهم أحد على الإطلاق تقريبا. في بعض الأحيان كان الصبية يشكلون مجموعات صغيرة، ويشبكون أذرعهم ويغنون للفتيات. وتبين أن هذا خطأ استراتيجي. وأدركت إحدى الفتيات أن الصبيان، بعد أن شبكوا أذرعهم، سيجدون صعوبة في انفصال بعضهم عن البعض في الوقت المناسب لمطاردتها. لذا ركلت الصبي الأوسط بين رجليه وابتعدت بسرعة ضاحكة بمرح.
بعد مدة، بدأ الرقص النهاري يهدأ، وتوجه أهل الكلاشا إلى منازلهم للاستعداد لرقصة أخرى تقام في الليل. ذهبت إلى دار الضيافة حيث قضينا الليلة السابقة، تلك الدار التي كانت تديرها قريبة عظيم، زارماس جول وزوجها. (مرة أخرى، «جول» ليس اسم العائلة بل اسم تحبب - يعني «زهرة» - يضاف إلى نهاية اسمها الأول.) شاهدت زارماس جول جالسة أمام موقد حطب تصنع خبزا بلحم الضأن، كان يشبه فطيرة الكورنيش، لكنه كان أفضل بكثير لأنه كان مصنوعا من لحم طازج. كان جهاز كمبيوتر قديم يصدر موسيقى هندية بالتناوب مع موسيقى البوب الأمريكية، وأثناء انتظار ارتفاع درجة حرارة الموقد، تمايلت بلطف مضيفتنا من أهل الكلاشا، بثوبها المطرز بإتقان، على إيقاع أغنية لريانا. وجلست ابنتها على مقربة، مرتدية سترة رياضية بدلا من الفستان التقليدي المطرز (أخبرني عظيم بيك لاحقا أنها: «تحب التشبه بالصبيان، لكنها توافق على ارتداء فستان الكلاشا عند الذهاب إلى المدرسة»)، وكانت في بعض الأحيان تستحوذ على الكمبيوتر لتلعب عليه.
زارماس جول تعد خبز الشباتي التقليدي باللحم من أجل عيد تشوموس، انقلاب الشمس الشتوي، عندما تطول ساعات النهار وتقصر ساعات الليل. صورة مأخوذة بواسطة المؤلف.
وعلى الرغم من هذه التدخلات للحصول على أسلوب حياة أكثر حداثة - أتاحته، بالطبع، خطوط الكهرباء التي رأيتها تمتد على طول الممر الضيق - فإن روتين أهل الكلاشا اليومي، بخلاف ذلك، يظل غير مدعوم بوسائل الراحة الحديثة. فحتى أصغر وجبة في القرية تحتاج إلى تحضير - فيجب تقطيع الخشب، وجمعه، وتخزينه، وإبقاؤه جافا، وحتى لقلي بيضة، كان لا بد من إشعال النار. فكرت في مدى صعوبة غسل الملابس في هذا الشتاء القارس. كان العزاء الوحيد هو أن الموقد سرعان ما جعل الغرفة دافئة للغاية وزاد شعورنا جميعا بهذا الدفء لأننا كنا نعرف مدى برودة الجو في الخارج.
لا بد أن الظروف كانت أصعب بشكل لا يمكن تصوره على الكام في زمن روبرتسون - في مكان أعلى في الجبال، ودون كهرباء أو دخل من السياحة. ومع ذلك، قال روبرتسون إنهم «لم يشعروا بالحزن أبدا» - ربما لأنهم كانوا اجتماعيين بلا كلل. فهم لم يفهموا أبدا، على سبيل المثال، أنه في بعض الأحيان كان يريد أن يكون بمفرده. وأشار بإحباط في ملاحظاته أنه عندما كان ينسحب إلى غرفته على أمل الكتابة بسلام، كانوا يفترضون أن ثمة ما يضايقه ويأتون خصوصا إلى غرفته لمحاولة إسعاده. (لم يكن بإمكانه التخلص منهم إلا من خلال أن يطلب منهم تعليمه لغتهم؛ فتعليمه كان يضجرهم لدرجة أنهم كانوا دائما يخرجون على الفور.) بدت قبيلة الكلاشا راضية أيضا في واديها. واختار قلة من أفرادها، حتى من بين أولئك الذين اعتنقوا الإسلام، المغادرة للعمل في المدن. من وجهة نظري الغربية، بدا أن كل يوم يمثل صراعا لهم، لكنني قلت في نفسي، متأملا، إنهم لم يضطروا أبدا للتعامل مع المشكلات التي يواجهها سكان المدن المعاصرة: مثل الوجود وسط حشد من الغرباء، وأن تكون مختلفا عن الآخرين، ووحيدا.
في ذلك المساء، بدأت الجولة الثانية من الرقص بعد حلول الظلام. ومن دار الضيافة التي كنا نمكث بها، كان بإمكاني أنا وذو الفقار أن نرى مشاعل متوهجة تظهر من بعيد أسفل الوادي، ونسمع صوت الغناء الآتي من بعيد. ثم ظهرت ببطء من الظلام مجموعة من الشبان والشابات واتجهت نحو حقل قريب. تبعناهم، محافظين على مسافة بيننا وبينهم. وفي الحقل رأينا نقاطا مضيئة تظهر في جميع أنحاء التلال، وتبين أنها مشاعل حطب يحملها أهل الكلاشا النازلون من قراهم الجبلية. حدثت جلبة عندما تبادل الناس التحية، ففي بعض الأحيان لا يتقابلون شهورا. استمر الرقص طوال الليل، على ضوء ألسنة لهب نار هائلة. وعلى الرغم من تساقط الثلوج دون توقف، بدا أن أهل الكلاشا لم يلاحظوا ذلك. فقد كان الدفء والنور والحيوية البشرية يبعدون الظلام والبرد، مما يبشر بالصيف القادم. عندما استيقظت في صباح اليوم التالي، كان عظيم بيك لا يزال مستيقظا؛ حيث كان قد ذهب في الصباح الباكر، بعد الرقص، لتهنئة عدد من الأزواج الذين تزوجوا في اليوم السابق.
كان والد عظيم أحد شيوخ الكلاشا، لكنهم كانوا عادة شعبا ديمقراطيا يؤمن بالمساواة دون أن يكون لديهم قادة دائمون. ووجد روبرتسون أنه عندما كان على قادة الكام اتخاذ قرارات مهمة، كانوا دائما ينتظرون أعضاء القبيلة الآخرين للتعبير عن رأيهم ثم يوافقون على ما قالته الأغلبية. وفي الحالات التي كان فيها انقسام كبير ولا توجد بها أغلبية واضحة، كان سياسيو الكام يلجئون إلى تكتيك نادرا ما يستخدمه السياسيون في الديمقراطيات الغربية؛ كانوا حرفيا يختبئون حتى يتمكنوا من تجنب اتخاذ قرار مسبب للشقاق. ومن بين أهل الكلاشا، يوجد شيوخ يدعون «جاديراكان» يتفقدون الأمر للتأكد من أن المجتمع يؤدي طقوسه بشكل صحيح؛ وهم متطوعون بلا أجر، وليسوا كهنة بالمعنى التقليدي. •••
في تلك الليلة، نمت في أحد بيوت الكلاشا، حيث كان الجمر المتوهج في الموقد يحافظ على دفء الغرفة. وفي الصباح، بعد أن قللت الشمس المشرقة من حدة برودة الليل في الوادي، أتيحت لي فرصة رؤية أسلوب مختلف من الرقص. كانت تجري احتفالات بانقلاب الشمس من نوع مختلف إلى حد ما في واد آخر من وديان الكلاشا يدعى بيرير - أبعد واد عن رامبور، على بعد رحلة تستغرق عدة ساعات بالسيارة. وكانت زارماس جول من الوادي وأخبرتنا عن الاحتفال، على الرغم من أن رفقائي من أهل الكلاشا لم يبد عليهم أنهم على معرفة به؛ بدا أن الأخبار لم تكن تنتقل كثيرا بين بيرير ورامبور، ربما لأن قلة من الكلاشا لديهم سيارات أو يعتقدون أن رؤية مجتمعات الكلاشا الأخرى ليس سببا قويا لترك وديانهم والقيام برحلة شاقة سيرا على الأقدام. جاء معي عظيم ووزير، وهو من أهل الكلاشا الذين اعتنقوا الإسلام.
يستقبل وادي بيرير عددا قليلا من السياح وظروفه أفقر من رامبور، حيث يعيش العديد من أهل قبيلة الكلاشا في بيرير في مبنى خشبي كبير على جانب التل. وكان المبنى على الطراز القديم؛ فهو مبني من عدة مستويات وتربط السلالم بين الشرفات المشتركة، ولكل أسرة غرفة به. وتسبب الانحدار الحاد لسفح التل في تدرج الشرفات بعضها فوق بعض. وبالرغم من تميز المبنى بروعة تفوق المباني الأحدث في رامبور (ناهيك عن تلك الموجودة في الوادي الأوسط، بمبوريت، التي حدثت بدرجة كبيرة)، فقد كان أيضا أضيق بكثير.
Página desconocida