Warathat al-Anbiya (The Inheritors of the Prophets)
ورثة الأنبياء
Editorial
دار القاسم
Géneros
قال الإمام الخطابي: ومعنى أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم أحد ثلاثة وجوه: أولها: أنه بسط الأجنحة، والثاني: أنه كناية عن تواضعها تعظيمًا لطالب العلم، والثالث: أن المراد ترك الطيران والنزول عند مجالس العلم لأجل استماع العلم (١).
وكل منزلة من هذه الوجوه فيها من الشرف والعز ما تطمح إليه النفوس وتتشوق إليه. وكفى بالمرء حبًا للعلم وطلبه قول النبي ﷺ: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» (٢).
قال الإمام الآجري: فلما أراد الله تعالى بهم خيرًا فققهم في الدين، وعلمهم الكتاب والحكمة، وصاروا سراجًا للعباد ومنارًا للعباد (٣).
وقال رسول الله ﷺ في تفضيل العالم على العابد: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي» (٤).
فانظر كيف جعل العلم مقارنًا لدرجة النبوة، وكيف حط رتبة العمل المجرد عن العلم، وإن كان العابد لا يخلو من علم بالعبادة التي يواظب عليها، ولولاه لم تكن عبادة (٥).
والإسلام دين ينبذ الجهل، ويحث على طلب العلم، ويرتب الأجر والمثوبة على ذلك.
_________
(١) معالم السنن.
(٢) رواه البخاري.
(٣) أخلاق العلماء ص ٩٤.
(٤) رواه الترمذي.
(٥) الإحياء ١/ ١٧.
1 / 9