Warathat al-Anbiya (The Inheritors of the Prophets)
ورثة الأنبياء
Editorial
دار القاسم
Géneros
وقال الشافعي: وددت أن الناس تعلموا هذا العلم -يعني كتبه- على أن لا ينسب إلي منه شيء (١).
وهذه الصفات الحميدة والأخلاق السامية تزينها وتجملها صفات عملية في مجالسهم، فهي وإن كانت طاعة لله ﷿ أولًا فإنها تربية عملية لتلاميذهم وطلابهم.
قال مسلم بن جنادة: جالست وكيعًا (ابن الجراح) سبع سنين فما رأيته بزق ولا مس حصاة، ولا جلس مجلسه فتحرك، ولا رأيته إلا مستقبل القبلة، وما رأيته يحلف بالله (٢).
وقال الحسن: اطلبوا العلم، وزينوه بالوقار والحلم (٣).
وقد روي عن أبي حنيفة أنه قال: ضحكت مرة وأنا من النادمين على ذلك، وذك أني ناظرت عمرو بن عبيد القدري، فلما أحسست بالظفر ضحكت، فقال لي: تتكلم في العلم وتضحك، فلا أكلمك أبدًا. وأنا من النادمين على ذلك، إذ لو لم يكن ضحكي لرددته إلى قولي، فكان في ذلك صلاح العلم (٤).
وإذا كان الله ﷿ بمنه وتوفيقه قد جمع للعالم علمًا وخلقًا، فهل يليق به أن يتنكر لذلك ويترك الناس على جهلهم وقلة علمهم، أم أنه من ورثة الأنبياء الذين يبلغون الرسالة ويؤدون الأمانة؟ !
(١) السير ١٠/ ٢٩. (٢) تذكرة الحفاظ ١/ ٣٠٧. (٣) الإحياء ٣/ ١٨٩. (٤) تنبيه الغافلين ١/ ١٥.
1 / 112