فاستأذن [ابن الأشعث] فأذن له (1)، وادخل مسلم على ابن زياد، فلم يسلم عليه بالإمرة!
فقال له الحرسي: ألا تسلم على الأمير؟!
فقال له: إن كان يريد قتلي فما سلامي عليه! وإن كان لا يريد قتلى فلعمري ليكثرن سلامي عليه.
فقال له ابن زياد: فلعمري لتقتلن.
قال: كذلك؟
قال: نعم.
قال: فدعني أوص إلى بعض قومي.
[وصية مسلم إلى عمر بن سعد]
فنظر إلى جلساء عبيد الله، وفيهم عمر بن سعد، فقال: يا عمر! إن بيني وبينك قرابة (2) ولي إليك حاجة، وقد يجب لي عليك نجح حاجتي وهو سر، فأبى أن يمكنه من ذكرها!
فقال له عبيد الله: لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك!
فقام معه فجلس حيث ينظر إليه ابن زياد، فقال له: إن علي بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم فاقضها عني؛ وانظر جثتي فاستوهبها من ابن زياد فوارها، وابعث إلى حسين [(عليه السلام)] من يرده فاني كتبت إليه أعلمه أن الناس معه، ولا أراه إلا مقبلا (3).
Página 138