واسترجعت؟.
قال [(عليه السلام)]: يا بني إني خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس على فرس فقال: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم. فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا!.
قال له: يا أبت- لا أراك الله سوءا- ألسنا على الحق؟!.
قال [(عليه السلام)]: بلى والذي إليه مرجع العباد!.
قال: يا أبت إذا لا نبالي؛ نموت محقين!.
فقال له: جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده.
فلما أصبح نزل فصلى الغداة، ثم عجل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفارقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيردهم، فاذا ردهم الى الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا، فلم يزالوا يتياسرون حتى انتهوا الى:
[نينوى] (1)
نينوى؛ المكان الذي نزل به الحسين [(عليه السلام)] فاذا راكب على نجيب له وعليه السلاح، متنكب قوسا مقبل من الكوفة، فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهى إليهم سلم على الحر بن يزيد وأصحابه ولم يسلم على الحسين [(عليه السلام)] وأصحابه، فدفع الى الحر كتابا من عبيد الله بن زياد، فاذا فيه:
أما بعد؛ فجعجع (2) بالحسين حين يبلغك كتابي، ويقدم عليك رسولي، فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بانفاذك أمري؛ والسلام.
فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيد الله بن زياد يأمرني
Página 177