233

فما يشك في قتال هؤلاء إلا ميت القلب.

فإنما أنتم على إحدى الحسنيين: إما الفتح، وإما الشهادة.

عصمنا الله وإياكم بما عصم به من أطاعة واتقاه، وألهمنا وإياكم طاعته وتقواه.

وأستغفر الله لى ولكم (1).

نصر: عمرو بن شمر، عن جابر عن الشعبى، عن صعصعة بن صوحان العبدى قال: سمعت زامل بن عمرو الجذامي يقول: طلب معاوية إلى ذى الكلاع أن يخطب الناس ويحرضهم على قتال على ومن معه من أهل العراق، فعقد فرسه - وكان من أعظم أصحاب معاوية خطرا - ثم قال: الحمد لله حمدا كثيرا، ناميا جزيلا، واضحا منيرا، بكرة وأصيلا.

أحمده وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه، وكفى بالله وكيلا.

ثم إنى أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالفرقان حين ظهرت المعاصي ودرست الطاعة، وامتلأت الأرض جورا وضلالة،

واضطرمت الدنيا كلها نيرانا وفتنة، وورك (2) عدو الله إبليس على أن يكون قد عبد في أكنافها، واستولى بجميع أهلها، فكان الذى أطفأ الله به نيرانها، ونزع به أوتادها وأوهى به قوى إبليس، وآيسه مما كان قد طمع فيه من ظفره بهم - رسول الله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه، فأظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

ثم كان مما قضى الله أن ضم بيننا وبين أهل ديننا بصفين، وإنا لنعلم أن فيهم قوما كانت لهم مع رسول الله صلى الله عليه سابقة ذات شأن وخطر، ولكني ضربت الأمر ظهرا وبطنا فلم أر يسعنى أن يهذر

__________

(1) في الأصل: " واستعفروا " والوجه ما أثبت من ح.

(2) ورك بالمكان وروكا: أقام.

Página 239