214
﴿إنَّ الذين كفروا﴾ يعني اليهود ﴿وظلموا﴾ محمدًا ﵇ بكتمان نعته ﴿لم يكن الله ليغفر لهم﴾ هذا فيمن علم أنَّه يموت على الكفر ﴿ولا ليهديهم طريقًا﴾ ولا ليرشدهم إلى دين الإِسلام
﴿إلاَّ طريق جهنم﴾ يعني: طريق اليهوديَّة وهو الطَّريق الذي يقودهم إلى جهنَّم ﴿خالدين فيها أبدًا وكان ذلك﴾ أَيْ: خلودهم ﴿على الله يسيرًا﴾ لأنَّه لا يتعذَّر عليه شيءٌ
﴿يا أيها الناس﴾ يعني: المشركين ﴿قد جاءكم الرسول بالحق﴾ بالهدى والصِّدق ﴿من ربكم فآمنوا خيرًا لكم﴾ أَيْ: ايتوا خيرًا لكم من الكفر بالإِيمان به ﴿وإن تكفروا﴾ تكذبوا محمد وتكفروا نعمة الله عليكم به ﴿فإنَّ لله ما في السماوات والأرض﴾ أَيْ: لا تضرُّون إلاَّ أنفسكم لأنَّ الله غنيٌّ عنكم ﴿وكان الله عليمًا﴾ بما تصيرون إليه من إيمان أو كفر ﴿حكيمًا﴾ في تكليفه مع علمه بما يكون منكم
﴿يا أهل الكتاب﴾ يريد: النَّصارى ﴿لا تغلوا﴾ لا تتجاوزوا الحدَّ ولا تتشدَّدوا ﴿فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الحق﴾ فليس له ولدٌ ولا زوجة ولا شريك وقوله: ﴿وكلمته ألقاها﴾ يعني: أنَّه قال له: كن فيكون ﴿وروحٌ منه﴾ أَيْ: روحٌ مخلوقٌ من عنده ﴿ولا تقولوا ثلاثة﴾ أَيْ: لا تقولوا: آلهتنا ثلاثة يعني قولهم: اللَّهُ وصاحبته وابنه تعالى الله عن ذلك ﴿انتهوا خيرًا لكم﴾ أَي: ائتوا بالانتهاء عن هذا خيرًا لكم مما أنتم عليه

1 / 303