صاح بيرت في حماسة قائلا: «صحيح. وسأقف إلى جوارك طالما بقيت الأشكال على الورق.»
ومع خيوط الصباح الأولى، عندما كان الجميع قد غادر وكان ميليش نفسه يتثاءب، كان الرجلان لا يزالان يلعبان. كان المقامر المحترف قد فاز بمبلغ كبير من المال، وهو أكبر مبلغ يفوز به على الإطلاق. ومع ذلك، لم يكن تبدو في عينيه المتحمستين أي علامة من علامات النصر. أما بيرت، فقد بدا وكأنه هو الفائز من الانفعال البادي على وجهه. كان الرجلان متكافئين، وكانا يستمتعان باللعب معا.
صاح بوني في النهاية: «ألم تكتف بعد؟ الحظ ليس في صالحك. لو كنت مكانك لما ظللت أضرب برأسي في جدار طوب.» «عزيزي بوني، كم مرة أخبرتك أنه لا يوجد شيء اسمه الحظ. لكن لأصدقك القول، إنني أشعر بالتعب وسأذهب إلى المنزل. تأجل موعد الثأر. متى سألتقي بعدوي مجددا؟»
راح بوني رويل يخلط ورق اللعب في تراخ وفتور لبضع لحظات من دون أن يجيب أو يرفع نظره إليه. ثم قال في النهاية: «في المرة القادمة التي ألاعبك فيها، ستكون على رهانات كبيرة.» «يا إلهي، ألم تكتف بالرهانات التي لعبنا عليها الليلة؟» «لا. أريد أن ألعب معك على رهان سيقف له شعر رأسك. فهل ستخوض ذلك؟» «بكل تأكيد. متى؟» «لا أستطيع أن أخبرك بذلك الآن. أنا مشغول الآن بأمر كبير. سأقابل رجلا الليلة بهذا الشأن، وكل ما أريد أن أعرفه هو أن تعدني بأنك ستلعب.» «هذا أمر يكتنفه الغموض يا بوني. أعتقد أنك تخشى أن أتهرب منك. ولكنني على استعداد لأن ألعب معك تحت أي شرط وعلى أي رهان.» «هذا يكفي. سأطلعك على بعض التفاصيل بمجرد أن أعرف كل ما أريد. طابت ليلتك.»
قال بيرت بينما كان ميليش يساعده في ارتداء معطفه الطويل: «بل طابت ليلتك أنت. لقد فزت بالمال كله: لقد سرقت رجلا فقيرا وجردته من ماله الذي كد في كسبه!» «أوه، الرجل الفقير ليس في حاجة إلى المال بقدر حاجتي أنا إليه. وعلاوة على ذلك، سأعطيك فرصة لاسترداد كل شيء وزيادة.»
عندما غادر راجستوك، كان بوني لا يزال جالسا على الطاولة يخلط الورق وهو شارد الذهن.
قال ميليش وهو يضع يده على كتفه: «لو كنت مكانك لأخذت ذلك المال ووضعته في البنك ولتوقفت.»
سأله بوني بعد أن رفع نظره إليه مبتسما: «بنك الفارو؟» «لا، كنت لأقلع عن القمار تماما لو كنت مكانك. سأفعل ذلك يوما ما.» «أوه، كلنا يعرف ذلك. طوال العشرين عاما المنصرمة، كنت على وشك الإقلاع عن القمار تماما. وسأفعل أنا ذلك أيضا، لكن ليس الآن. وبالطبع هذا هو ما يقوله الجميع، لكنني أعني ذلك حقا.»
سار بوني رويل في هذا الشتاء الباكر والقارس باتجاه فندق ميتروبوليتان ثم خلد إلى النوم. وفي الثالثة من عصر ذلك اليوم أتى الرجل الذي كان على موعد معه للقائه.
بدأ الزائر حديثه قائلا: «كنت تريد لقائي بشأن وثيقة تأمين.» فوكلاء التأمين دائما ما يكونون على استعداد لأحاديث العمل. «هل كنت تفكر في نظام الوقف، أم فكرت في نظام سندات التأمين الجديد لدينا؟ يبدو أسلوب الدفع على عشرين دفعة رائجا للغاية.»
Página desconocida