فصاحت وهي تجري نحوه: «ها أنا!» ثم أمسكت به من ذراعه وهي تقول: «أوه، جان، ما الأمر؟»
فتملص منها بوقاحة، وصاح فيها: «دعيني، أيتها الحمقاء!» لكنها تمسكت به، حتى رفع قبضته وصفعها على وجهها. هوت لورين على الحائط، وهرع جان. وكان هناك رجل مقدام قوي البنية قد حاول التقرب إلى لورين قبل بضع دقائق، ولكنه لم يفهم صمتها فوقف عند أحد الأبواب بالجوار يراقبها، وقد هرع الرجل نحوها حين رأى الاعتداء عليها، وألقى بعصاه بين قدمي الرجل الذي يجري، فأرسل الأخير على وجهه إلى الرصيف. وفي اللحظة التالية كان يضع قدمه على رقبة جان مثبتا إياه على الأرض وكأنه ثعبان.
وصاح فيه: «أيها الحقير! كيف تجرؤ على ضرب امرأة؟»
كان جان يرقد على الرصيف مذهولا، وهرع شرطيان نحو المكان.
فقال الرجل: «لقد اعتدى هذا الوغد على امرأة لتوه. لقد رأيته.»
قال أحد الشرطيين في عبوس: «لقد فعل ما هو أكثر من ذلك.» وكأن ضرب امرأة والاعتداء عليها لم يكن خطبا جللا.
وأوثقا رباط الشاب وجراه معهما. فهرعت نحوهم الفتاة وقالت وهي مضطربة: «الأمر كله سوء تفاهم، كانت حادثة. لم يكن يقصد فعل ذلك.»
فسألها أحد الشرطيين: «أوه، حقا، وكيف عرفت ذلك؟»
قال جان للفتاة وهو يجز على أسنانه: «أيتها الغبية، الأمر كله غلطتك.»
وأسرع به الشرطيان.
Página desconocida