El otro rostro de Cristo: la postura de Jesús sobre el judaísmo – Introducción al gnosticismo
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
Géneros
وفي قصة السامري الصالح التي رواها يسوع في إنجيل لوقا خير رد على الشوفينية اليهودية، فقد سأله ناموسي عمن هو القريب الذي يتوجب على المرء أن يحبه من بعد حبه لله، قال له يسوع: «كان بعضهم نازلا من أورشليم إلى أريحا، فوقع في أيدي اللصوص، فعروه ثم انهالوا عليه بالضرب ومضوا وقد تركوه بين حي وميت، فاتفق أن أحد الكهنة كان نازلا فمر من ذلك الطريق، فرآه فمال عنه ومضى، وكذلك جاز لاوي (= من خدم الهيكل) في ذلك المكان، فرآه فمال عنه ومضى، ثم مر به سامري مسافر، فرآه فأشفق عليه، فمال إليه فضمد جراحه وصب عليه زيتا وخمرا، ثم حمله على مطيته وجاء به إلى فندق واعتنى بأمره ... فمن كان في رأيك من هؤلاء الرجال الثلاثة قريب الذي وقع بأيدي اللصوص؟ فقال: الذي عامله بالرحمة، فقال له يسوع: اذهب فاعمل أنت أيضا مثل ذلك» (لوقا 10: 25-37).
وفي أكثر من قول له، يصرح يسوع بأن ملكوت الله سيصير إلى غير اليهود من الوثنيين، بسبب عنادهم وقساوة قلوبهم وعزوفهم عن كلمة الله: «إن العشارين والبغايا يسبقونكم إلى ملكوت الله» (متى 21: 31). «أهل نينوى سيقومون يوم الدين مع هذا الجيل ويحكمون عليه لأنهم تابوا بإنذار النبي يونان، وها هنا أعظم من يونان (يشير إلى نفسه). ملكة الجنوب ستقوم يوم الدين مع هذا الجيل وتحكم عليه؛ لأنها جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان، وها هنا أعظم من سليمان» (متى 12: 41-42).
وسيأتي الناس من جهات الأرض الأربع ليدخلوا في ملكوت الله أفواجا، وأما اليهود فيجدون أنفسهم في الخارج مطرودين: «ترون في ملكوت الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وجميع الأنبياء، وترون أنفسكم في الخارج مطرودين، وسوف يأتي الناس من المشرق والمغرب، ومن الشمال والجنوب، فيجلسون على المائدة في ملكوت الله، فيصير من الآخرين أولون، ومن الأولين آخرون» (لوقا 13: 28-30).
ويضرب يسوع مثلا عن تفضيل الله للوثنيين الذين آمنوا، على اليهود الذين قست قلوبهم عن سماع كلمة الله، بروايته للقصة التالية: «فمثل ملكوت السموات كمثل رب بيت خرج والفجر ليستأجر عمالا لكرمه، فاتفق مع العمال على دينار في اليوم وأرسلهم إلى كرمه، ثم خرج نحو الساعة الثالثة فرأى عمالا آخرين قياما في الساحة بطالين، فقال لهم: اذهبوا أنتم أيضا إلى كرمي فأعطيكم ما يحق لكم. وخرج أيضا نحو الساعة السادسة، ثم نحو الساعة التاسعة، ثم نحو الساعة الحادية عشرة، ففعل مثل ذلك، ولما جاء المساء قال صاحب الكرم لوكيله: ادع العمال وادفع لهم الأجرة مبتدئا بالآخرين سائرا إلى الأولين، فجاء أصحاب الساعة الحادية عشرة وأخذ كل منهم دينارا، ثم جاء الأولون فظنوا أنهم سيأخذون زيادة، فأخذوا هم أيضا دينارا لكل منهم، وكانوا يأخذونه متذمرين على رب البيت: هؤلاء الذين أتوا آخرا لم يعملوا غير ساعة واحدة، فساويتهم بنا نحن الذين احتملنا عبء النهار وحره، فأجاب رب البيت واحدا منهم وقال: يا صديقي ما ظلمتك، ألم أتفق معك على دينار؟ خذ مالك وانصرف، فهذا الذي أتى آخرا أريد أن أعطيه مثلك، أفما يحق لي أن أتصرف في أموري كما أشاء؟ أم أنت تنظر إلي نظرة سوء لأني كريم؟ فهكذا يصير الآخرون أولين والأولون آخرين» (متى 20: 1-16).
وفي الهيكل ضرب للأحبار والشيوخ والكتبة مثلا مشابها : غرس رجل كرما فسيجه، وحفر فيه معصرة وبنى برجا، وسلمه إلى كرامين وسافر، فلما حان وقت الثمر، أرسل عبدا إلى الكرامين ليأخذ نصيبه من ثمر الكرم، فأمسكوه وضربوه، وأرجعوه فارغ اليدين، فأرسل عبدا آخر وهذا أيضا شجوا رأسه وشتموه، فأرسل آخر، وهذا قتلوه، ثم أرسل كثيرين غيرهم، فضربوا فريقا وفريقا قتلوا، وبقي عنده واحد وهو ابنه الحبيب، فأرسله إليهم آخر الأمر، وقال: سيهابون ابني، فقال أولئك الكرامون بعضهم لبعض: هو ذا الوارث، هلم نقتله فيعود الميراث إلينا، فأمسكوه وقتلوه وألقوه في خارج الكرم، فماذا يفعل رب الكرم؟ قالوا له: يأتي ويهلك الكرامين ويجعل الكرم لآخرين يؤدون إليه الثمر في وقته، قال لهم يسوع: لذلك أقول لكم إن ملكوت الله سينزع عنكم ليسلم إلى أمة تجعله يخرج ثمره» (متى 21: 33-43)، و(مرقس 12: 1-12).
وبعد أن شفى ابن قائد روماني، التفت إلى تلاميذه متعجبا من إيمان ذلك الوثني، وقال لهم: «سوف يأتي أناس كثيرون من المشرق والمغرب، فيجالسون إبراهيم وإسحاق ويعقوب على المائدة في ملكوت السموات، وأما بنو الملكوت (أي اليهود) فيلقون في الظلمة الخارجية، وهناك البكاء وصريف الأسنان» (متى 8: 11-13).
وفي مقابل القول الذي نسبه إليه متى: «لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل»، فإن يسوع يقول صراحة بأن اليهود ليسوا من خرافه: «إن الأعمال التي أعملها باسم أبي تشهد لي، ولكنكم لا تؤمنون لأنكم لستم من خرافي فخرافي تسمع صوتي، وأعرفها فتتبعني، وأنا أهب لها الحياة الأبدية فلا تهلك أبدا» (يوحنا 10: 25-28).
وهو يتهم التاريخ النبوي الإسرائيلي كله بالزيف، عندما يقول بأن كل الذين جاءوا قبله كانوا لصوصا سارقين: «من لم يدخل حظيرة الخراف من الباب، بل تسلق إليها من طريق آخر كان لصا سارقا، ومن يدخل من الباب كان راعي الخراف، البواب يفتح له والخراف تصغي إلى صوته، تتبعه لأنها تعرف صوته، أما الغريب فلا تتبعه ... أنا باب الخراف، جميع الذين جاءوا قبلي لصوص سارقون، ولكن الخراف لم تصغ إليهم» (يوحنا 10: 1-8). (5) يسوع واليهود
تميزت علاقة يسوع باليهود بالعدائية والكراهية المتبادلة منذ بداية رسالته، فهو لم يترك نقيصة إلا ونسبها إليهم، وهم كانوا يتحينون الفرص لقتله والتخلص منه، ففي أول تبشير علني له بعد أن خرج من ماء العماد وهبط عليه روح الرب، قام اليهود بأول محاولة لقتله: «فلما سمع أهل المجمع هذا الكلام ثار ثائرهم جميعا، فقاموا ودفعوه إلى خارج المدينة، وساقوه إلى حرف الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه ليلقوه عنه، ولكنه مر بينهم ومضى» (لوقا 4: 28-30). وبعد ذلك تكررت محاولاتهم ولكن دون جدوى: «فأخذ اليهود يشغبون على يسوع لأنه يفعل ذلك يوم السبت، فقال لهم يسوع: إن أبي ما يزال يعمل، وأنا أيضا أعمل، فاشتد سعي اليهود لقتله» (يوحنا 5: 16-18)، «وأخذ يسوع يسير بعد ذلك في الجليل، ولم يشأ أن يسير في اليهودية؛ لأن اليهود كانوا يريدون قتله» (يوحنا 7: 1)، «فأتى اليهود بحجارة ليرجموه فقال لهم يسوع: أريتكم عدة أعمال صالحات من لدن الآب، فلأي عمل منها ترجمونني» (يوحنا 10: 31-32)، وبعد إحيائه لعازر عقد الفريسيون والأحبار مجلسا، وعزموا منذ ذلك اليوم على قتله، فصار لا يظهر بين اليهود، واعتزل في الناحية المتاخمة للبرية في مدينة تدعى أفرام، فأقام فيها مع تلاميذه (يوحنا 11: 46-54).
وفي المقابل كان يسوع يمطرهم بكلماته القاسية المباشرة، فقد قال للفريسيين وهم النخبة المتعلمة من اليهود: «يا أولاد الأفاعي، أنى لكم أن تقولوا كلاما طيبا وأنتم خبثاء؟ فمن فيض القلب ينطلق اللسان» (متى 12: 34)، وفي موضع آخر وصفهم بأنهم عميان يقودون عميانا، أي بقية اليهود: «فدنا منه تلاميذه وقالوا له: أتعلم أن الفريسيين استاءوا عندما سمعوا هذا الكلام؟ فأجابهم: كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع، دعوهم وشأنهم إنهم عميان يقودون عميانا» (متى 15: 12-13)، وفي تعبير مليء بالتورية ذات المغزى قال لتلاميذه عندما نسوا أن يتزودوا بالخبز: «احذروا خمير الفريسيين والصدوقيين» (متى 16: 5-6).
Página desconocida