El otro rostro de Cristo: la postura de Jesús sobre el judaísmo – Introducción al gnosticismo
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
Géneros
فإذا تابعنا المقارنة السابقة وجدنا لوقا الذي عودنا على التفصيل والإفاضة، يهمل ما تلا ذلك من تفريع يسوع لبطرس.
مرقس 8
متى 16
لوقا 9 (32) ثم بدأ يعلمهم أن ابن الإنسان يجب عليه أن يعاني آلاما شديدة، وأن يرذله الشيوخ والأحبار والكتبة وأن يقتل، وأن يقوم في ثلاثة أيام. (21) وبدأ يسوع من ذلك اليوم يظهر لتلاميذه أنه يجب عليه الذهاب إلى أورشليم ويلقى أشد الآلام من الشيوخ والأحبار والكتبة، ويقتل ويقوم في اليوم الثالث. (22) وقال: يجب على ابن الإنسان أن يعاني آلاما شديدة، وأن يرذله الشيوخ والأحبار والكتبة وأن يقتل ويقوم في اليوم الثالث. (32) وكان يقول هذا الكلام صراحة فانفرد به بطرس وراح يعاتبه. (22) فانفرد به بطرس وجعل يعاتبه فيقول: حاشاك يا رب من هذا المصير. (33) فالتفت فرأى تلاميذه، فزجر بطرس وقال: اذهب عني يا شيطان لأن أفكارك ليست أفكار الله بل أفكار البشر. (23) فالتفت وقال لبطرس: سر خلفي يا شيطان، فأنت عقبة دوني؛ لأن أفكارك ليست أفكار الله بل أفكار البشر. (2) بين إنجيل مرقس والإنجيلين الآخرين
لعل أكثر ما يلفت النظر في مسألة الفروق بين الأناجيل الإزائية، هو الإطار الزمني الذي تجري فيه أحداث الرواية، فإنجيل مرقس الأكثر اختزالا بينها يفتتح روايته، كما ألمحنا سابقا، بالظهور العلني ليوحنا المعمدان وتعميده بالماء لمغفرة الخطايا، وهو يتجاهل تماما عنصر الحبل العذري بيسوع وقصة ميلاده وطفولته، فيسوع يظهر فجأة عندما يأتي من الناصرة ليتعمد على يدي يوحنا. وفي النسخ القديمة لإنجيل مرقس يختتم المؤلف روايته عندما هربت النساء الثلاث اللواتي أتين إلى قبر يسوع مذعورات؛ لأنهن لم يجدن الجثمان، وقال لهن الملاك الواقف في الداخل إن يسوع قد قام من بين الأموات، وإنه سيسبق تلاميذه إلى الجليل، وهذا ما يرجح في رأي بعض الباحثين أن قصة الميلاد العذري، وكذلك ظهورات المسيح المتكررة لتلاميذه، وارتفاعه أخيرا إلى السماء أمام أعينهم، مما ورد في النسخ اللاحقة للإنجيل، هي عناصر مقحمة على النص الأصلي .
أما متى فإنه يزيد على مرقس مقدمة تتعلق بنسب يسوع من ناحية يوسف النجار، فيعرض سلسلة تبتدئ بإبراهيم وتنتهي بيوسف زوج مريم، مرورا بالملك داود، ثم ينتقل بعد ذلك إلى قصة الميلاد، وفي النهاية يقدم لنا خاتمة تتجاوز خاتمة مرقس لتقص باختصار عن ظهورات يسوع بعد القيامة، وأما لوقا فإنه يمد القصة في كلا الاتجاهين، فقبل أن يتحدث عن الميلاد وعن نسب يسوع، يورد لنا قصة ميلاد يوحنا المعمدان التي تتساوق أحداثها مع قصة ميلاد يسوع، ثم يزيد على قصة الميلاد حادثة زيارة الأبوين للهيكل، وبقاء يسوع الفتى هناك يجادل الشيوخ الذين أدهشتهم حكمته. وفي نهاية إنجيله يقدم لنا لوقا خاتمة طويلة عن قيامة المسيح وظهوراته، تحتوي على العديد من العناصر التي لم ترد عند متى. (3) الميلاد بحسب متى
الإصحاح الأول (1) نسب يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم. (2) فإبراهيم ولد إسحاق، وإسحاق ولد يعقوب، ويعقوب ولد يهوذا وإخوته. (3) ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار، وفارص ولد حصرون، وحصرون ولد آرام. (4) وآرام ولد عميناداب، وعميناداب ولد نحشون، ونحشون ولد سلمون. (5) وسلمون ولد بوعز من راحاب، وبوعز ولد عوبيد من راعوث، وعوبيد ولد يسي. (6) ويسي ولد الملك داود، وداود ولد سليمان من امرأة أوريا. (7) وسليمان ولد رحبعام، ورحبعام ولد أبيا، وأبيا ولد آسا. (8) وآسا ولد يهوشافاط، ويهوشافاط ولد يورام، ويورام ولد عوزيا، وعوزيا ولد يوتام. (9) ويوتام ولد آحاز، وآحاز ولد حزقيا (10) وحزقيا ولد منسي، ومنسي ولد آمون، وآمون ولد يوشيا. (11) ويوشيا ولد يكينا وأخوته في أثناء الجلاء إلى بابل. (12) ويكينا ولد شألتئيل، وشألتئيل ولد زربابل. (13) وزربابل ولد أبيهود، وأبيهود ولد أليقايم، وأليقايم ولد عازور. (14) وعازور ولد صادوق، وصادوق ولد آخيم، وآخيم ولد أبيهود. (15) وأبيهود ولد عازر، وعازر ولد متان، ومتان ولد يعقوب. (16) ويعقوب ولد يوسف زوج مريم والدة يسوع الذي يقال له المسيح. (17) فجملة الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلا، ومن داود إلى الجلاء إلى بابل أربعة عشرة جيلا، ومن الجلاء إلى بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلا. (18) أما ميلاد يسوع المسيح، فهذا خبره: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف، وجدت حاملا من الروح المقدس قبل أن يتساكنا. (19) وكان يوسف زوجها بارا فلم يرد أن يشهر أمرها، فعزم على تركها سرا. (20) وفيما هو متفكر في ذلك تراءى له ملاك الرب في الحلم وقال له: يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تجيء بامرأتك مريم إلى بيتك؛ لأن الذي تحمله هو من الروح القدس. (21) وستلد ابنا فسمه يسوع؛ لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم. (22) وإنما حدث هذا كله ليتم ما أوحى الرب إلى النبي القائل. (23) هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا يدعى عمانوئيل، أي الله معنا. (24) فلما قام يوسف من النوم، فعل ما أمره به ملاك الرب فجاء بامرأته إلى بيته. (25) على أنه لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر فسماه يسوع.
3
الإصحاح الثاني (1) ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية على عهد الملك هيرود، قدم أورشليم مجوس من المشرق. (2) وقالوا: أين هو المولود ملك اليهود؟ فقد رأينا نجمه طالعا في المشرق فجئنا لنسجد له. (3) فلما بلغ الخبر هيرود اضطرب واضطربت أورشليم كلها معه. (4) فجمع الأحبار وكتبة الشعب، واستخبرهم أين يولد المسيح. (5) فقالوا له: في بيت لحم اليهودية، فقد أوحي إلى النبي فكتب: (6) «وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا، لست الصغيرة في ولايات يهوذا، فمنك يخرج وال يرعى شعبي إسرائيل.» (7) فدعا هيرود المجوس سرا وتحقق منهم في أي وقت ظهر النجم. (8) ثم بعثهم إلى بيت لحم وقال: اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الطفل، فإذا وجدتموه فأخبروني لأذهب أنا أيضا وأسجد له. (9) فلما سمعوا كلام الملك انصرفوا، وإذا النجم الذي رأوه طالعا يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه. (10) فلما أبصروا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا. (11) ودخلوا البيت فرأوا فيه الطفل وأمه مريم فجثوا له ساجدين، ثم فتحوا حقائبهم وأهدوا إليه ذهبا وبخورا ومرا. (12) ثم أوحي إليهم في الحلم ألا يرجعوا إلى هيرود، فانصرفوا سالكين طريقا آخر إلى بلادهم. (13) وكان بعد انصرافهم أن تراءى ملاك الرب ليوسف في الحلم، وقال له : قم فاهرب بالطفل وأمه إلى مصر وأقم فيها حتى أعلمك؛ لأن هيرود سيبحث عن الطفل ليهلكه. (14) فقام وسار بالطفل وأمه ليلا ولجأ إلى مصر. (15) فأقام فيها إلى أن توفي هيرود، لكي يتم ما أوحي إلى النبي فقال: «من مصر دعوت ابني.» (16) أما هيرود فلما رأى أن المجوس سخروا منه، استشاط غضبا وأرسل فقتل كل طفل في بيت لحم وسائر أراضيها، من ابن سنتين فما دون ذلك، بحسب الوقت الذي تحققه من المجوس. (17) فتم ما أوحي إلى النبي إرميا فقال (18): «صراخ سمع في الرامة، بكاء ونحيب، راحيل تبكي بنيها، وتأبى أن تتعزى لأنهم زالوا من الوجود.» (19) وما أن توفي هيرود حتى تراءى ملاك الرب في حلم ليوسف في مصر. (20) وقال له: اذهب بالطفل وأمه وارجع إلى أرض إسرائيل، قد مات من كان يريد إهلاك الطفل. (21) فقام فذهب بالطفل وأمه ورجع إلى أرض إسرائيل. (22) فسمع أن أرخلاوس قد خلف أباه هيرود على اليهودية فخاف أن يذهب إليها. (23) فأوحى إليه في الحلم، فلجأ إلى الجليل وجاء إلى مدينة يقال لها الناصرة فسكن فيها ليتم ما أوحي إلى الأنبياء فقالوا: «وإنه ناصريا يدعى.» (إلى هنا وتتوقف سيرة يسوع عند متى حتى ظهور يوحنا المعمدان وقدوم يسوع للاعتماد على يديه، حيث يقول متى في الإصحاح 3): (13) ثم ظهر يسوع فجأة من الجليل إلى الأردن قاصدا يوحنا ليعتمد على يده. (14) فجعل يوحنا يمانعه فيقول: أنا أحتاج إلى الاعتماد على يدك، فكيف تجيء أنت إلي؟ (15) فأجابه يسوع: دعني الآن وما أفعل فهكذا يحسن بنا أن نتم بكل بر. فكف عن ممانعته. (16) واعتمد يسوع وخرج لوقته من الماء فإذا السموات قد انفتحت فرأى روح الله يهبط كأنه حمامة وينزل عليه. (17) وإذا صوت من السماء يقول: «هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت.» •••
يطرح مطلع إنجيل متى المتعلق بنسب المسيح أولى المداخلات اليهودية في الإنجيل، فسلسلة النسب عبر خط الذكور تتألف عنده من أربعة عشر جيلا مقسمة على ثلاث مجموعات: الأولى من إبراهيم إلى داود، والثانية من داود إلى يكنيا (ويدعى كيناهو، ويهوياكين، وهو واحد من أواخر ملوك يهوذا)، والثالثة من يكنيا إلى يسوع عبر يوسف، فيسوع هو ابن داود، وهو المسيح اليهودي المنتظر. ولكن سلسلة نسب يسوع هذه تتهاوى كبيت من ورق، عندما ينهيها متى بخاتمة تنسفها من حيث الأصل فبدلا من أن يتابع سلسلته على طريقة «أ» أنجب «ب»، و«ب» أنجب «ج»، و«ج» أنجب «د»، وصولا إلى نهايتها المنطقية التي يجب أن تكون: «ويعقوب أنجب يوسف، ويوسف أنجب يسوع»، وهذا ما يتناقض مع فكرة الحمل العذري من الروح القدس، فقد أنهاها متى على الشكل التالي: «ويعقوب أنجب يوسف زوج مريم والدة المسيح»، وهذه الخاتمة على غموضها تشير إلى أن يسوع ليس الابن الجسدي ليوسف، وفي هذه الحالة يبقى السؤال الذي لم يجب عليه متى مطروحا، وهو: «كيف يكون يسوع ابنا لداود عبر هذه السلسلة الطويلة، على الرغم من أنه ليس الابن الجسدي ليوسف؟ هذا على فرض صحة نسب يوسف لداود، وهي مسألة سوف نثيرها فيما بعد.
Página desconocida