Revelación y Realidad: Análisis de Contenido
الوحي والواقع: تحليل المضمون
Géneros
الإسلام الوطني قادر على لم الشمل بين الإسلاميين والعلمانيين لصالح الوطن. فالإسلامي والعلماني ينتسب إلى نفس الوطن. وكلاهما مواطن في نفس الوطن. والخلاف الأيديولوجي لا يقضي على وحدة الأصل. فإذا قال الإسلاميون: «الإسلام هو الحل» وقال الوطنيون: «الوطنية هي الحل»، فعند اليسار الإسلامي «الإسلام الوطني هو الحل». (12) الإسلام القومي
اليسار الإسلامي أيضا إسلام قومي ، يربط العروبة بالإسلام. فالإسلام أحد تجلياتها ومراحلها التاريخية، كما أن العروبة أحد مراحل تطور الوحي منذ آدم حتى محمد. حمله الساميون، وكان آخرهم العبرانيين. وبالرغم من الصراع التقليدي بين الإسلاميين والقوميين لسوء فهم متبادل لكل منهما الآخر. فالقومية عند الإسلاميين عرقية محدودة، في حين الإسلام إخوة شاملة. والإسلام عند القوميين تجاهل للعروبة وأممية لا وجود لها في عصر القوميات. فما يجمع بين العربي المسلم والعربي المسيحي أكثر مما يجمع بين العربي المسلم والصيني المسلم. وبعد هزيمة يونيو (حزيران) 1967م نشأ الحوار القومي الإسلامي في مواجهة الأخطار المشتركة من العدوين التقليديين لهما، الاستعمار والصهيونية. فالأيديولوجيتان متكاملتان. الإسلام ثقافة العرب. والعروبة حامل الإسلام الأول قبل باقي الأمم الأخرى في آسيا وأفريقيا وأخيرا في الغرب الحديث، أوروبا وأمريكا.
صحيح أن لفظ «قوم» لفظ قرآني مع ألفاظ أخرى مثل قبيلة وعشيرة ورهط وأناس وشعب. ويعني قوم مجموعة مترابطة من الناس. ذكر اللفظ ومشتقاته في القرآن ثلاثمائة وثلاثا وثمانين مرة. ويعني الجماعة الصالحة العالمة المؤمنة الذاكرة العاقلة الموقنة المعاهدة المحبة. وهي خصائص خلقية مثالية وليست عرقية شعوبية. في حين ذكر لفظ «إسلام» مائة واثنتين وأربعين مرة أي الثلث تقريبا.
ولا تعني القومية العربية وحدها بل أي قومية. فالإسلام التركي قائم على القومية التركية. وكذلك الإسلام الإيراني أو الهندي أو الصيني أو الأزبكي. وقد يتم توسيع المفهوم القومي على القاري مثل الإسلام الأفريقي، الإسلام الآسيوي، الإسلام الأوروبي. ولا يعني ذلك تعدد الإسلام من حيث هو مضمون ورسالة، بل يعني فقط فهمه في ظروف وأطر ومواقف حضارية مختلفة، ويلبي حاجات كل حضارة وشعب. الإسلام القومي حلقة متوسطة بين الإسلام الوطني والإسلام الأممي طبقا للدوائر الثلاث: الوطن والعروبة والإسلام. وكما نقول في الاستعمال مصري وتعني عربي، فإننا نقول «عربي» وتعني «إسلامي»، لا فرق بين الوطن العربي وليس العالم العربي، والعالم الإسلامي وليس الوطن الإسلامي. فالإسلام له حامل قومي. حمله العرب كما حمله غير العرب.
العروبة حامل الإسلام الأول. أراد عمر أن يوحد جزيرة العرب وأن يجعلها قصرا على العرب والإسلام. وحديثا جعل بعض القوميين مصر الدولة القاعدة لتوحيد العرب، والعرب القومية القاعدة لتوحيد الأمة. ليست العروبة عرقا وليست بأب أو أم بل هي اللسان. فكل من تحدث العربية فهو عربي. اللغة تفرض فكرها وثقافتها ورؤيتها للعالم.
العروبة خاصية للسان والثقافة ممثلة في القرآن والنبي مبلغه. فقد ورد لفظ «العرب» ومشتقاته في القرآن إحدى وعشرين مرة لوصف اللسان
وهذا لسان عربي مبين ، والقرآن
إنا أنزلناه قرآنا عربيا
وهي أكثر الاستعمالات (ثماني مرات)، والحكم أي الشريعة أي الطبيعة والفطرة العربية. أما «الأعراب» فلها معنى سلبي بمعنى البدو في الاستعمال التداولي الحديث، يتميزون بالكفر والنفاق والتخلف عن المعركة، وهو اللفظ الأكثر استعمالا (عشر مرات) وكأنه يصف سلوك بعض الأعراب المحدثين.
وهناك أمم قبلت العروبة والإسلام مثل مصر، وأخرى قبلت الإسلام دون العروبة مثل الأمم القومية، إيران وتركيا. ويمكن اعتناق الإسلام دون اللغة مثل الأمم الإسلامية في آسيا قديما وفي الغرب حديثا إلا في أقل القليل لأداء شعائر الصلاة. ويمكن لأمم أخرى أن تبقي العروبة دون الإسلام مثل النصارى العرب. وهم أولاد عمومة لا تقبل منهم الجزية. تتعدد اللغات الوطنية والثقافات القومية والدين واحد، عكس ما هو حادث حاليا في الوطن العربي والعالم الإسلامي، اللغة واحدة، الفرانكفونية أو الأنجلوفونية التي تضم لغات وطنية وثقافات قومية متعددة مثل الأفريقي أو الآسيوي الذي لغته الفرنسية أو الإنجليزية.
Página desconocida