Revelación y Realidad: Análisis de Contenido
الوحي والواقع: تحليل المضمون
Géneros
ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي . والسؤال النظري إجابته عملية كما سئل الرسول متى الساعة فقال «استعد لها».
وظهرت هذه النزعة العملية في باقي العلوم الإسلامية. ففي الفلسفة، الفلسفة قسمان: نظرية وتضم المنطق والطبيعيات والإلهيات، وعملية وتضم الأخلاق والاجتماع والاقتصاد. والنظرية مقدمة إلى العملية. وفي علم أصول الفقه الوعي التاريخي، المصادر الأربعة للشرع مقدمة للوعي النظري، تحليل الخطاب وأفعال الأمر. وكلاهما يصبان في الوعي العملي، المقاصد والأحكام. فالشريعة قصد موجه نحو الإنسان، حياته وعقله وقيمه وكرامته ومصالحه. والإنسان أيضا قصد جزئي موجه نحو الفعل بالنية. وأحكام الوضع وصف لفعل الإنسان في العالم، سببه وشرطه ومانعه وطاقته وصدقه. وأحكام التكليف وصف لفعل الإنسان الضروري، إيجابا وسلبا وهما الواجب والمحرم أو الحر، إيجابا وسلبا وهما المندوب والمكروه أو الطبيعي وهو المباح. والفقه عبادات ومعاملات. وكلاهما أفعال.
ليست البرجماتية فقط من إبداع الغرب وحده، ولا النزعة العملية الأخلاقية من صنعه. فقد تجلت في كل حضارة. سقراط والرواقيون والأبيقوريون عند اليونان، وأوغسطين في العصر المسيحي، وديكارت وكانط وبرجسون وشيلر في العصر الحديث. واشتهر بها وليم جيمس وجون ديوي في الفلسفة الأمريكية. وهي روح الكونفوشيوسية والبوذية في آسيا. وحول جوته أول آية في إنجيل يوحنا «في البدء كانت الكلمة» إلى «في البدء كان الفعل». واشتهر كارل ماركس بأنه هو الذي نقل الفلسفة الغربية من النظر إلى العمل، ومن فهم العالم إلى تغييره.
واليوم ندخل حرب العقائد. ويكفر بعضنا بعضا لقول أو مقال، والواقع لم نتغير. شغلنا أنفسنا بعذاب القبر ونعيمه، ومنكر ونكير، والجنة والنار، والصراط والميزان والحوض. وتصدر فتاوى عن إرضاع الكبار لجواز الخلوة ، وببول الرسول لجواز البركة، ولريقه للعلاج. ومن القواعد الفقهية القديمة أن كل مسألة نظرية لا ينتج عنها أثر عملي فإن وضعها في العلم عار أي لا يجوز. والكافر العادل عند الله خير من المسلم الظالم. وامتلأت خطب المساجد بما لا ينفع، والحديث عن جنس الملائكة وفلسطين تضيع، وعن جواز الجن والعراق يسيل دمه كل يوم، وعن المعجزات والكرامات ويراق دم الأفغان من القوات الأمريكية والبريطانية. وقضاء حاجات الناس أولى من الحديث الذي لا ينفع. فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. والأمور بخواتيمها وليس بمقدماتها.
لذلك كثرت نداءات الإصلاح للفعل والعمل، وصاح محمد عبده: «ما أكثر القول وأقل العمل». وكثرت دعوات العودة إلى دعوة القرآن لما ينفع. بل المنفعة والضرر هما مقياس الإيمان
ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ،
أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ،
أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ، والعلم هو العلم النافع
ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم . والذكرى هي الذكرى النافعة
فذكر إن نفعت الذكرى . والشفاعة لا تنفع بعد انقضاء الحياة
Página desconocida