Revelación y Realidad: Análisis de Contenido
الوحي والواقع: تحليل المضمون
Géneros
والرابع: «المساواة في معاملة السائلين وفي العطاء لهم وإطعامهم دون تفضيل واحد على آخر». أسوياء في السؤال وأسوياء في العطاء،
وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين . هكذا فعل الله عندما خلق الأرض وجعل فيها رواسي وبارك فيها الرزق والقوت، وخلق البشر وجعلهم فيها سواء.
ومن نفس الاشتقاق يأتي «السؤال» و«التساؤل» و«المسئول». والسؤال معرفي للعارف. والتساؤل مطلب ذاتي. والمسئول هو الذي يتحمل المسئولية والوفاء بالعهد وبالوعد وبالشهادة وبتحقيقها.
ويكثر عدد الشحاذين يوما عن يوم في البلاد الإسلامية الفقيرة. يقفون في الشوارع وعلى نواصي الطرقات، في البرد والعراء، وفي الصيف والقيظ. تتركهم الدولة بلا رعاية أو تقبض عليهم باعتبارهم مجرمين يسيئون لسمعة مصر، ويشوهون صورتها أمام السياح الأجانب. ويتفننون في أساليب الشحاذة واللبس والماكياج والعرج والعمى والسير استنادا على الابن أو البنت أو الجلوس على كرسي متحرك، وعصب العينين، وربط الرأس والتلعثم في النطق لإثارة الشفقة لسائقي العربات الفارهة وهم يتنقلون بينها في إشارات المرور. وكتبت الأعمال الأدبية لتصوير أحوالهم، مثل «شحاذون ونبلاء»، تبين الجوانب الإنسانية الإيجابية فيهم بالرغم من ظروفهم الاجتماعية السيئة. ومثل «الشحاذ» عن السائل عن معنى الحياة وليس فقط السائل مثل «فريديانا» الذين يتحولون إلى أسياد، ويحاولون سلوك الأسياد، ولكن الطبع يغلب التطبع، والأصل على الفرع.
وقد نقد محمد إقبال من قبل فلسفة السؤال ويعني الشحاذة، من يسير في الطرقات مادا يديه إلى السماء حتى يرزقه الله من حيث لا يحتسب دون أن يعمل بيديه في الأرض ليأكل من عملها وإنتاجها. ويريد توجيه أعين السائل من السماء إلى الأرض، من الخالق إلى المخلوق ، ومن السائل إلى المسئول.
الفصل الخامس
الدين والمنفعة
(1) هل المنفعة ضد الدين؟
يظن الناس خطأ أن المنفعة ضد الدين، وأنها مرتبطة بالمادية والأنانية والطمع في الدنيا. وهذا غير صحيح، فقد ميز الفلاسفة بين المنفعة الخاصة والمنفعة العامة. الأولى أقرب إلى الأثرة، والثانية أقرب إلى الإيثار. الأولى في حالة إعطائها الأولية على الثانية رذيلة. والثانية في حالة إعطائها الأولوية على الأولى فضيلة.
وقد ذكر لفظ «المنفعة» ومشتقاته في القرآن الكريم حوالي خمسين مرة. فهو موضوع رئيسي. وتدور كل الآيات حول ثلاثة محاور: أن المنفعة أساس الدين، وأنها مقياس صحة الإيمان، وأن الدين هو الحفاظ على منافع للناس في حياتهم وفي دنياهم. ويتجلى المحور الأول في سبعة معان: (1) «المنفعة أساس الدين، وكل إيمان ينفع صاحبه، وكل إيمان لا ينفع ليس إيمانا»،
Página desconocida