أيها الزملاء
تذكروا أن الجامعات ليست من أعمال الحكومات وإنما هي من أعمال الشعوب، فادعوا قراءكم وجماهيركم إلى تقديم الهبات والأوقاف لمشروع الجامعة العرقية، حتى يقال إن الأمة سبقت الحكومة، فإن الحكومات لا تسبق الأمم إلا في عصور الضعف، ومعاذ الله أن يكون أهل العراق من الضعفاء.
أيها الزملاء
أدعوكم إلى المبادرة لمناصرة هذا المشروع الجليل، وأتشرف بتقديم خمسة دنانير تكون فاتحة مباركة إن شاء الله لقوائم الاكتتاب.
أيها الزملاء
هناك تردد في إنشاء الجامعة؛ لأن ناسا يقولون بوجوب التفكير في تعميم التعليم الابتدائي قبل إنشاء الجامعة، وأقول بصراحة إن الأمم لا ترقى بفضل انعدام الأمية وشيوع القراءة والكتابة، وإنما ترقى الأمم حين توجد فيها صفوة ممتازة تتفوق في العلوم والآداب والفنون ، وكيف يمكن أن يكون انعدام الأمية هو الشاهد على تقدم الشعوب ونحن نعرف أن هناك ملايين يقرؤون ويكتبون ثم تمر الأعوام وهم غافلون لا يطلعون على شيء؟
إنما تنهض الشعوب حين يكون فيها مئات لا ملايين يسايرون روح التقدم في الشرق والغرب ويقودون بلادهم إلى التفوق والسبق في الميادين العلمية والاقتصادية والاجتماعية.
إن الغرض من هذا الاكتتاب هو بناء دار الجامعة العراقية، ليشعر الشعب بأنه استطاع أن يقيم شاهدا على صلاحيته لحياة الفكر والعبقرية ويومئذ لا ترى الحكومة بدا من استصدار مرسوم ملكي بإنشاء الجامعة وتكوين ما يحتاج إليه العراق من مختلف الكليات.
أيها الزملاء
إن العراق يفيض بالشعر، ولكن هناك قصيدة نحب أن نسمعها في العراق، قصيدة كالتي سمعها أهل مصر منذ أكثر من ثلاثين عاما، حين تقدمت الأميرة فاطمة هانم إسماعيل فخلعت جمع حليها وقدمتها هدية لبناء الجامعة المصرية، ومن المؤكد أنكم ستجدون في العراق قصائد من هذا النوع، ستجدون نبيلات يقدمن حليهن لبناء الجامعة العراقية، وستجدون من أعيان الألوية رجالا كرماء يزينون صدر بغداد بدار عظيمة تكون ملاذ العقول في عاصمة الرشيد.
Página desconocida