Único en Conducta

Ibn Nuh Qusi d. 704 AH
93

Único en Conducta

Géneros

============================================================

103 الوحيد في سلوك أهل التوحيد سيما إذا جرى الحديث في هذه الطريقة الشريفة، يصيح صيحة عظيمة ويغيب غيبة عظيمة، وكان يجتمع بي كثيرا ثم يغيب، وكانت أحواله عجيبة تعجبني، ودخل بعد ذلك في الأسباب للعيال بالشهادات وغيرها، فلم ينضبط حاله لاستيلاء الأحوال عليه، وكان يحكي لي الغرائب والعجائب من أحواله، وله قصيدة عجيبة كقصيدة السيد عمر بن الفارض رحمه الله تعالى التي هي نظم السلوك وعلى وزها، وهو ابن الصابوني رحمه الله تعالى، ن أثار مبة الله وأعرف شخصا كان نصرانيا وأسلم رحمه الله تعالى- يسمى إسحاق، وتوجه إلى الله تعالى، وأسلم أولاده وزوجته، وكان له أحوال وبكاء وسهر لا يكاد يفتر ساعة واحدة فقيل له في ذلك؟ فقال: كنت أعشق امرأة، وكنت لا أنام، وأتسلق الحيطان فكيف بحبي لله تعالى؟ وبنى زاوية وأقام بها ودفن ها رحمه الله تعالى.

وأخبرني الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى- قال: كان مروان شيخ الشيخ مسلم البدوي نصرانيا، وكان يبيع الملح والحناء، وكنا تنبسط عليه، وكان بمدينة منوف، فأسلم وتوجه إلى الله تعالى، وكان منه ما كان وصار شيخا، ومن بعض مريديه الشيخ مسلم: وأخبرني الشيخ إبراهيم الواسطي أو الموصلي - وكنا بالأقصرين، قال: دخلت على الشيخ أبي الغيث (1) باليمن فرأيته أدما أحمر العينين فقلت في نفسي إنك عبد (1) أبو الغيت بن جميل، بحر الحقائق، موضع الدقائق، الملقب شمس الشموس اليمني، عارف تأرج الكون بعرفه، وصوفي ظهرت الأسرار على لسان كشفه، منزله محط الرحال، وملحا أرباب القال والحال، ينثر على الناس جواهره الفاخرة، ويزحرهم بمواعظه الباهرة.

وكان من قطاع الطريق، فخرج لذلك مع أصحابه، فقالواء اصعد هذه الشجرة، انظر من بمر في الطريق، فسمع قائلا يقول: يا صاحب العين، عليك العين فوقع ذلك من قلبه، فنزل منكسر القلب، صفيا خاضغا، وطرح ثيابه وسلاحه، وهام على وجهه حتى وصل إلى الشيخ على بن أفلح بزبيد، فأقام عنده مدة طويله حتى ظهرت عليه الكرامات، وتوالت منه

Página 93