============================================================
262 الوحيد في سلوك أهل التوحيد الرئيس الأربعين رغيفا وأتى لي ها، فعرفت الرغيف بالعلامة التي وصفت لي، قال فايدة وبقيت كذلك مجتهدا في العبادة.
وإذا ملكان نزلا من السماء وهما في ميزان كل واحد منهما كفة، فأضجعاني ووقف أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجليء شم رحليه فشتهما قال: طيبتان، ما مشتا في معصية الله تعالى، فقال: شم ساقيه فشتهما وقال: طيبتان، قال: شم فخذيه، قال: فشتهما فقال: طيبتان قال: فشم فرحه فشمه وقال: طيب، قال: فشم بطنه فشمه وقال: طيب قال شم فمه قال طيب كذلك، قال: شم أنفه فشمه وقال: طيب قال: شم عينيه فشمهما وقال: إنه ينظر إلى ما لا يجوز له مما لا يحل له قال: نرفع القمع الذي في يده وقال: والله لولا
دخولك تحت ذيل النبي لأضربنك ضربة تخرق الأرض السابعة، قال: ثم شقا بطني فأخرجا قلبي وغستلاه ورداه إلى بطني، قال: وخلصا جمجمة رأسي وكتبا عليها رزقي، وأجلى علي جبيني، وقال: اكتب كذا وكذا سنة وعشرة مركعة وردها علي حالها وتركاني و صعدا إلى السماء ودخلا فيهاء وبقيت متعوجا، وخشيت أن يأكلني الذيب، فإذا بطائر ضرب بجناحه على بطني فصار كما كان، قال: وبقيت على حالي، ورأيت شيگا بين يديه قنانى ما علمت ما فيها، فلتا تعس أخذت قنية فشربتها، ففتح عينيه وقال لي: شربت القنية؟ قلت: نعم فقال: حصل لك حبتان من العلم، وكان له كشف كبير: قال فايد؛ فبينما أنا ذات يوم أسيح أو آمشي، وإذا أنا بامرأة جميلة وعليها أثواب- كأنه قال حمر أو صفر أو كما قال أو قال غير ذلك- فعانقتني وقالت: أنا زوحتك ورقدت معي، فخرجت من تحتي حية، فقمت فقال لي الجبل: إليك عنى يا عاص، وقال لي الشحر: إليك عنى يا عاص، وهربت وبقيت أجري، وأي شيء قربت منه يقول إليك عنى يا عاص حتى دخلت الزرع فصار الزرع ينفسح عنى يمينا وشمالا ويقول إليك عنى يا عاص، وبقيت أجري وأتوب وأبكي وربما قال شهرين أو أربعة- حتى رد الله تعالى علي حالي، وتاب علي وكانت له أحوال، وكان قد صحب أيضا شخصا من الجان المتعبدين، وكان
Página 252