250

Único en Conducta

Géneros

============================================================

200 الوحيد في سلوك أهل التوحيد له إيش عندك؟ فقال: خمسة دراهم، فأعطاه الشيخ للمخالط وقال له: خذ بدرهم لحم ودرهم فاكهة ودرهم حلاوة، ثم التفت الشيخ إلى الخياط، وقال: يا خياط، ألك حاجة عند الله تعالى أقضيها لك؟

فقال له: يا سيدي، أكون معك في الجنة.

فقال له ولك ذلك حاصل، أبصر إيش لك حاجة عند الله تعالى الساعة أقضيها لك؟ فسكت، فقال له: لا تستح فقال: يا سيدي، والله ما لي حاجة إلا امرأة رأيتها، فأعطيتها مائة دينار على آن تتزوجني، فقالت: هذه المائة دينار ما أكلمك بها كلمة، ومالي حاجة غيرها قال: فزيق الشيخ ورفع رأسه وإذا بالمرأة جازت عليه وزلقت أي وقعت - وأخذها القولنج فأحضرها قدام الشيخ فقالت له: يا سيدي، ضع يدك علي- أو كما قالت قال تتزوجي بالخياط، فربما قالت: ماهذا وقته؟ فوضع يده عليها فزال القولنج بإذن الله تعالى، وقال لخادمه: وديها إلى البيت، فوقفت فقال لهاء مالك؟ فقالت: يا سيدي، ما أنت قلت إنك تزوجني بالخياط؟ فقال: حتى نستقصي منه إن كان يرضى، فأرسل خلفه وقال له: تتزوج هذه المرأة؟ فقال: لا فقالت: والله يا سيدي لقد أعطاني مائة دينار على أن اكلمه كلمة فما فعلت قال: صدقت، ولكني الساعة ما عندي شيء، فقالت: يا سيدي، هو آعطانى مائة دينار ما فعلت، وهذه خمسمائة دينار من عندي ويتزوجني، فقال الشيخ: اطلبوا الحاكم والشهود، فحضروا وزوجها الشيخ للخياط، وقال له يا خياط، هذه خمسمائة دينار كل درهم بمائة دينار والمرأة بلاش فانظر يا أخى، رحمك الله، إلى هذا التصريف ما أعجبه، الشيرخ فايد القروصي ومن رأيتهم فايد القروصي ثم الزرنيخي بدوى من الفلاحين، طويل أسمر مشتمل بشملة، بيده عصا وجراب، متجرد مغطى العين الواحدة مطموسة، يخط بالنوى ويخبر الإنسان عن أحواله الماضية والمستقبلة، ويخبر بالعجائب والغرائب لا يكاد يخطي فيما يقوله إلا نادرا، فإن الناس كانوا يكثرون عليه.

وأما إذا جاع أو صام فلا يكاد يخفى عليه شيء مما يخطر في النفس.

Página 250