242

Único en Conducta

Géneros

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد الشيخ الجنيد بن مقله وأصحاب الشيخ أبي الحسن كثير ومنهم أناس في الغرب، وإنما نحن نقتصر على ذكر من رأيناهم وسمعنا من رآهم فقط ومنهم الجنيد بن مقلد السمهودي، كان قد صحب الشيخ أبا العباس الضرير، ثم صحب السيد أبا الفتح الواسطي، وكانت له

أحوال جليلة وله أصحاب كثير وزاوية بسمهود، ونزل في بيتنا بالأقصرين عند والدي رحمه الله تعالى.

أخبري مريده وصهره الشيخ مخلوف، أن الشيخ لما أدخله الخلوة، ولعله الشيخ أبو العباس الضرير آخبره عما يحدث له في الخلوة من قراءة القط والخروف، ويحذره منهم، ويعرفه كيف يعمل إذا خرجوا عليه، وأوصاه أن يذكر ولا يخاف، قال: فدخلت الخلوة وأنا أقرأ يس وإذا بقط قد جاء وقعد قدامي وقرأ معي يس من أولها إلى آخرها، وبقيت في شدف منه، فلما كان ثاني يوم أنا أقرأ وأذكر وإذا بخروف قد دخل على ووضع فمه على فمي وقرا يس من أولها إلى آخرها، فلماكان ثالث يوم فتحت باب الخلوة على آتني إن جاء شيء خرجت، فإذا بثعبان عظيم قد نزل من على باب الخلوة وجعل يتكعكل حتى ملأ الخلوة على وأنا أذكر الله تعالى حتى ذهب.

فانظر إلى هذه الأحوال العجيبة الغريبة.

وحكى الشيخ مخلوف المذكور صهر الشيخ الجنيد قال: دخلنا على أحمد بن سليمان رحمه الله تعالى حين وصل من العراق فرأيت في عينه حمرة أو ماعه في عينه الواحدة، فقلت له: يا سيدي، ما هذا؟ فقال إني كنت مولا، فاجتزت بالعدوسية، وقد رموا في قدر لهم أردب دشيش ورأس بقر، والنيران تقد وهم يطبخون، فجئت إلى القدر فجعلت أمد يدي واكل منها، فقالواء أنت تتوله علينا، وحملوي ورموي في القدر، وجعلوا يدوسوي بتلك الدكاسيب التي يضربون ها الهريسة حتى نزلوا بي إلى قاع القدر، فدخلت قمحة في عيني أو قال: فلحقني هذا من ذلك اليوم.

وأخبريي الشيخ جمال الدين بن الشيخ عبد الله الجبلي - وكان كبير القدر عالما- قال حضر الشيخ آحمد بن سليمان، وكان في زمن شجرة الدر، عملوا لهم نار تحت القلعة وامتحنوهم، فدخل الشيخ والفقراء ولم يتأثر أحد منهم بذلك، ورتما قال لي -أو

Página 242