============================================================
231 الوحيد في سلوك أهل التوحيد حتى توفي إلى رحمة الله تعالى.
الشيخ أبو عبد الله بن النعمان(1) ومنهم الشيخ أبو عبد الله بن التعمان، كان كبير الشأن عالما بالحديث ظاهرا بأوصاف الروضة وأحوال الطريق، له حذت للقلوب حسن الهيئة.
رأيته بمدينة قوص، وكنت مشغولا عن الاجتماع به لكثرة الجمع عليه، وكنت نافرا من الناس.
وكان جليلأ رحمه الله تعالى، وله قصائد وأتباع وأصحاب، وبيته كبير صحب الشيخ أبا الحسن بن قفل، و حكى لي القاضي زين الدين البوشي أن شخصا كان يصحب الشيخ أبا عبد الله بن النعمان، وكان لذلك الرجل ولد جميل الصورة، وكان شخص ميل إليه، فجاء ذلك الرجل يسلم على الشيخ آبي عبد الله، فشر يده منه بسبب صبابة ولده، فراح والد الشاب يضرب ولده ضريا عظييا، وسجنه عنده أياما، ثم خرج الشاب فوحد الشخص الذي يميل إليه فقال: أين كنت؟ قال: جرى كذا وكذا وذكر حديث الشيخ أبي عبد الله وما جرى عليه من الضرب وأراه الضرب- فجعل ذلك الشخص يتكلم في عرض الشيخ أبي عبد الله بكلام قبيح، وكان له عند الصاحب صورة.
فلما كان ذات يوم، والشيخ أبو عبد الله خارج من باب الجامع هو وذلك الشخص وحد الشيخ فقال له كل قبيح ونسبه إلى الفاحشة وقال: أنتم تفعلون سرا ونحن نجهر وقال له: يا شيخ نحس فقال: صدقت إن لم أعف عنك، وكان بين يدي الشيخ أصحابه، فقام رجل من أصحاب الشيخ ليضربه فقال الشيخ: إن وقعت عليه ضربة خرجت من البلد.
فبلغ الصاحب هاء الدين الحكاية فأمر بضرب ذلك الرجل الذي أساء على الشيخ، فسمع الشيخ، فأرسل أحد أولاده إلى الصاحب هاء الدين وقال: إن وقعت عليه ضربة خرجت من البلد، ثم إن ذلك الرجل مرض بعد واحد وعشرين يوما فراح (1) له ذكر في الوافي في الوفيات للصفدي (660/1) .
Página 221