214

Único en Conducta

Géneros

============================================================

224 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ومنهم الشيخ أبو العباس المرسي صاحب الشيخ أبي الحسن الشاذلي كبير الشأن عجيب الأحوال والمعرفة، جاء إلى مدينة قوص وأقام بالمدرسة الغربية التي على ساحل مدينة قوص، وكانت رباطا قبل ذلك، واحتمع عليه جمع كثير وحصل للفقراء به نفع كبير، وسلك على يده جماعة من الفقراء المغاربة وغيرهم، رحمه الله تعالى،.

واجتمعث به في بيت الشيخ ناصر الدين بمدينة قوص دفعة واحدة وجدت ها خيرا كثيرا، وذلك أن الشيخ حلال الدين رحمه الله تعالى - قال لي: ادخل معي عند الشيخ أبي العباس، قلت له: ما كل وقت يدخل على الفقراء فيه فألزمني أو حلف على في الدخول معه، فدخلت لأجد الشيخ جالسيا القرفصاء وعليه الحال وعيناه حمراوتان وأسنانه تطقطق ولحيته تلعب على صدره، فلم أسلم ولم أتكلم، لأنه لا يليق بذلك الوقت في أحوال القوم، وتباعدت وجلست عنه بعيذا، فمشى الشيخ جلال الدين رحمه الله تعالى- إلى القرب منه، وجلس بعدما سلم فقال الشيخ رحمه الله تعالى بالله الذي لا إله إلا هو ما يكرهوا من الفقراء إلا خصلتين: الأولى: يكفرون الحلاج.

والثانية: يحكمون بموت السيد الخضر القلي إيش تقول أنت؟ يقول للشيخ حلال الدين فقال له الشيخ جلال الدين يا سيدي، الناس مختلفون في موت الخضر القليه فمنهم من يقول بموته ويستدل عليه بقوله تعالى: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون * كل تفس ذائقه المؤت [الأنبياء:34، 35].

ومنهم من يقول بحياته، ويستدل بأنه عزى في رسول الله فقال الشيخ: رأيت ابن أبي شامة(1) - إما قال في المنام أو في اليقظة - فصافحني وقال لي: هكذا وقد أفرد البرهان الأبناسي لترجمته كتابا حافلا سماه * تلخيص الكوكب المنير في مناقب الشيخ أبي العباس البصير)، (1) لعله الشيخ: أبو بكر بن أبي شامة الجعبري المقرئ المؤذن، كان مستحضرا للخلاف في القراءات أدرك الكمال الضرير وشاهده وقرأ بمصر في حياته القراءات على الشيخ عبد الهادي خطيب المقياس وغيره.

وقرأ عليه بالروايات هاء الدين محمد بن علي والجمال يوسف بن المبيض والفخر إسماعيل بن الشيخ ابراهيم الصوفي وله شعر حسن وفيه دين وتواضع.

Página 214