============================================================
200 الوحيد في سلوك أهل التوحيد والابتداع إنه أكرم الأكرمين: وأخبري الشيخ محب الدين الطبري رحمه الله تعالى عن شمس الدين صواب المكي قال: كان شيخ الخدام بمدينة رسول الله رجلا صالحا قال كان لي عند الأمير صاحب المدينة من يطلعني على أمست حاجتي إليه أوما أحتاج إليه، فلما كان ذات يوم
وهو قد أتى، فأخبرني أن أناسا جاعوا وأعطوا الأمير دنانير على أن يمكنهم من إخراج أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، من ححرة رسول الله قال: فتألمت لذلك تألما شديدا قال: فبينما أنا كذلك، وإذا الأمير أرسل طلبني، فمضيت إليه فقال ليء يا صواب فقلت: لبيك قال لي: بحيء إليك الليلة أقوام بعد العشاء الآخرة إلى الحرم، فمكنهم ما يريدونه فقلت: السمع والطاعة، وخرجت من عنده، وجيت إلى الحرم،
وقعدت أبكي طول هاري لا تحف لي دمعة من خلف الحجرة الشريفة إلى الليل.
فلما كان الليل وغلقت الأبواب إلا وقد جاء القوم فطرقوا الباب ففتحت لهم، فدخلوا وأنا أعدهم واحدا واحذا، أربعين نفيا، ومعهم المساحي والمكاتل وآلة الحفر والشموع، قال: فوالله ما وصلوا الروضة الشريفة إلا والأرض خسفت هم وابتلعتهم عن آخرهم، فلما أصبحنا وطلع النهار طلبني الأمير وقال: ما فعل ضيوفك؟ وما فعل القوم؟ فقلت له إن الأرض خسفت هم عن آخرهم وقم فانظر، هل ترى لهم آثرا؟
فقال هذا موضع الحديث، وإن ظهر كان برأسك، فأمسكت عن ذلك. ولعله إنما ذكر ذلك بعد موت الأمير.
ومما نقله الشيخ محث الدين عن الشيخ عمر بن الراغب وعن إبراهيم السئولي عن الشيخ عمر بن الراغب قال: كنت بالمدينة أو قال: كان فقير بالمدينة - فجاءني فقراء الشيعة أيام الموسم، وقد خرجوا إلى قبة العباس، فقال لي الفقراءء نشتهي أن تطلب لنا شيئا لأجل أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، وألزموني بذلك، قال: فخرحت -أو قال خرج الفقير، وتارة يقول: خرج الفقير وتارة فخرجت- فجئت القبة وهم محتمعون وقلت: قد ورد فقراء، وهم يطلبون شيئا لأجل آبي بكر وعمر، رضي الله عنهما.
فقام منهم شيخ فقال: اجلس ، فجلست حتى فرغوا فقال لي: قم فقمت ومشيت معه إلى أن أتى إلى علق، فأطلعني ذلك العلو وأغلق الباب.
Página 199