182

El Completo en Necrologías

الوافي بالوفيات

Editor

أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى

Editorial

دار إحياء التراث

Ubicación del editor

بيروت

(مجرب الرَّأْي يقظان البصيرة هج ام الْعَزِيمَة قوام الْبَرَاهِين)
(يُرِيك فِي الدست أطراقًا وهيبته ... من الصَّعِيد إِلَى أقطار جيحون)
(للحمد سوق لَدَيْهِ غير كاسدة ... وللمدائح أجر غير ممنون)
وَآخر أمره آل إِلَى أَن حَبسه الْخَلِيفَة المستظهر فِي دَاره واستصفى أَمْوَاله وأموال من يلوذ بِهِ من الْعمَّال والنواب وَأخرج مَيتا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَحمل إِلَى دَاره فَغسل فِيهَا وَدفن بالتربة الَّتِي استجدها فِي قراح ابْن رزين وَمنع أَصْحَاب الدُّيُون الَّتِي عَلَيْهِ من دَفنه فِي التربة وَقَالُوا هَذِه ملكه وَلم يَصح وَقفهَا ثمَّ عجزوا عَن إبِْطَال ذَلِك وَقيل أَن المستظهر أَدخل عميد الدولة ابْن جهير حَماما وَسمر عَلَيْهِ الْبَاب إِلَى أَن مَاتَ فِيهِ وَأخرج للشُّهُود ليشهدوا أَنه لَيْسَ فِيهِ أثر قتل ليقال أَنه مَاتَ حتف أَنفه وَدخل فِي جملَة الشُّهُود أَخُوهُ الْكَافِي فصاح يَا أخي يَا أَبَا مَنْصُور قتلوك وَجعل يُرَدِّدهَا دفعات فَقيل أَن خمس مائَة خَادِم خلعوا مداساتهم وخفافهم وصفعوه بهَا فَوَقع مَيتا وَلم يسمع بِمن مَاتَ هَذِه الْميتَة
٣ - (الطَّالقَانِي الصُّوفِي)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد)
أَبُو عبد الله الطَّالقَانِي الصُّوفِي سَافر الْبِلَاد وَسمع الْكثير وَسكن صور إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة عَن ثَمَانِينَ سنة وَمن رواياته عَن أبي عبد الرَّحْمَن السلمى عَن مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ عَن أبي الْحُسَيْن النوري قَالَ رَأَيْت غُلَاما جميلًا بِبَغْدَاد فَنَظَرت إِلَيْهِ ثمَّ أردْت أَن أكرر النّظر فَقلت يلبسُونَ النِّعَال الصرارة ويمشون فِي الطرقات فَقَالَ الْغُلَام أَحْسَنت أتجمش بِالْعلمِ ثمَّ أنشأ يَقُول الطَّوِيل
(تَأمل بِعَين الْحق إِن كنت نَاظرا ... إِلَى صفة فِيهَا بَدَائِع فاطر)
(وَلَا تعط حَظّ النَّفس مِنْهَا ... وَكن نَاظرا بِالْحَقِّ قدرَة قَادر)
٣ - (أَبُو مَنْصُور العكبري)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو مَنْصُور العكبري كَانَ فَاضلا فصيحًا صَدُوقًا يحاضر بالحكايات المستحسنة والأناشيد الظريفة من انشاداته الوافر
(أطيل الْفِكر مني فِي أنَاس ... مضوا عَنَّا وَفِي من خلفونا)
(هم الْأَحْيَاء بعد الْمَوْت ذكرا ... وَنحن من الخمول الميتونا)
(لذَلِك قد تعاطيت التَّجَافِي ... وَأَن خلائقي كَالْمَاءِ لينًا)
(وَلم أبخل بصحبتهم لأمر ... وَلَكِن هَات قوما يصحبونا)
وَيقرب من هَذَا قَول البارع من أَبْيَات الْخَفِيف
(لَا لِأَنِّي أنفت مَعَ ذَا من الكد ... ية أَيْن الْكِرَام حَتَّى أكدي)
وَقَول شَاعِر الحماسة الْكَامِل // الْمدْخل طَارق غَنَّام اسْم الْكتاب الوافي بالوفيات الْجُزْء الأولالمؤلف صَلَاح الدّين الصَّفَدِي

1 / 210