El cumplimiento de lo que se debe a la presencia del Elegido
الوفا بما يجب لحضرة المصطفى
Géneros
ومما يرجح الصلاة بهذا المسجد أعني مسجد المصلى ويرغب فيها ما روي عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين مسجدي إلى المصلى روضة من رياض الجنة).... قال أبو سليمان: فقال بعض الناس مصلاه الذي يصلي فيه في المسجد.
وقال آخرون: مصلاه الذي يصلي فيه يوم العيد رواه الإمام أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص في (انتقائه) وقوله في الرواية المتقدمة: (ما بين مسجدي إلى المصلى) يرجع القول الثاني وظاهر صنع من أورد الحديث المذكور في الكلام على مسجد المصلى أنه المراد وقد فعل ذلك العلامة مجد الدين الشيرازي ثم قال: وإذا ثبت بما رويناه أن المصلى الموجود هو مصلى النبي صلى الله عليه وسلم في الأعياد فالصلاة فيه تزداد فضلا ومزية على كل مصلي أي ازدياد، ويخص الفائزون بالصلاة فيه من الله بأسبغ نعم وأياد، ويمنح الحائزون فضل الحضور إليها فواضل قصرت عنها معالي معد وأيادي إياد.
... قال أنشدني أبو عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الحموي كتابة عن أبي البركات أيمن بن محمد بن محمد الغرناطي لنفسه هذه الأبيات:
إن عيدا بطيبة وصلاة.........بمصلى الرسول في يوم عيد
نعم ضاق واسع الشكر عنها......فهي بشرى لكل عبد سعيد
كم تمنيتها فنلت التمني.........آخر العمر من مكان بعيد
وإذا كان في البقيع ضريحي...وتوسدت طيب ذاك الصعيد
فاشهدوا لي بكل خير وبشر......عند ربي ومبدئي ومعيدي
والمسؤول من الله تعالى أن يكمل لأهل هذا المصلى الشريف عظيم منته بجعل منبره على وفق طريقته صلى الله عليه وسلم وسنته وأن يجعل ذلك سببا لما يرضي الله ورسوله، وينيل الساعي في إتمام ذلك مأموله كله وسوله، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
قال مؤلفه رحمه الله تعالى وأدام النفع بعلومه: كان الفراغ من جمعه ليلة الاستهلال شهر ربيع الثاني سنة ست وسبعين وثمانمائة وكان الشروع فيه بالمسجد الشريف النبوي ليلة الثالث عشر من ربيع الأول من السنة المذكورة أحسن الله تفضيلها بمنه وكرمه، والله أحمده حق حمده، وأصلي على رسوله وعبده سيد المرسلين، وشفيع المذنبين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين آمين اللهم آمين.
Página 179