El cumplimiento de lo que se debe a la presencia del Elegido
الوفا بما يجب لحضرة المصطفى
Géneros
وفي الحديث أيضا أن الخطبة على الأرض عن قيام أولى من القيام على المنبر والفرق بينه وبين المسجد فإنه يكون بمكان فيه فضاء فيتمكن من رؤيته كل من حضر بخلاف المسجد فإنه يكون بمكان محصور فقد لا يراه بعضهم ذكر ذلك كله الحافظ ابن حجر وحينئذ فلولا اتخاذ البناء الموجود اليوم الداير على مسجد المصلى لكان الأفضل قيام الخطيب في مصلاه على الأرض لكنه مع وجود هذا البناء يحتاج إلى القيام على مرتفع لاستماع من يصلي خارج المسجد لحيلولته بينهم وبين الإمام ولم أعلم الباني لهذا المسجد أولا ولم يذكره ابن زبالة وابن النجار لم يتعرض له أصلا حيث ذكر المساجد المنسوبه له صلى الله عليه وسلم الصلاة فيها فإن ما ذكره فيها المتأخرون وبناؤه حادث بلا شك فقد تقدم أن مصلاة صلى الله عليه وسلم كان يعرف بعلم جعل له بل روى عن ابن زبالة في تاريخه في الكلام على ماجاء في فضل العيد عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي فبدأ بالخطبة ثم صلى ثم كبر واحدة ابتدأ بها الصلاة ثم قال: هذا مجتمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا لفطرنا وأضحانا فلا يبنين فيه لبنة.
ولم يتعرض أحد ممن وقفت على كلامه من المؤرخين لابتداء بناء هذا المسجد غير أني رأيت حجرا على يمين باب هذا المسجد فيه بخط قديم قد انمحى بعضه: أمر بتجديد هذا المسجد المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم بعد خرابه وذهابه عز الدين شيخ الحرم الشريف وذلك في أيام السلطان الناصر حسن بن السلطان محمد بن قلاوون الصالحي، ثم انمحى شيء من الكتابة فيه تاريخ ذلك ومن كانت العمارة على يده، ولم يذكر أحد من المؤرخين أن به منبرا يقوم عليه الخطيب ولم يصف أحد منهم الهيئة التي قدمناها في أمر ذلك الدرج.
Página 177