وهل تحسبني أنت من سواد الشعراء؟
الزمان :
ذاك ما حسبته أنت بنفسك. فقد ناوأت من ناوأك لضعف في خلقه، وغضبت منه لنقص في جزاء مادي. وما كنت لتفعل ذلك لو أنك أدركت وتيقنت ما هو مكتوب لك من الجزاء الأكبر.
الفردوسي (بشيء من القنوط) :
إني مدرك ذلك ومتيقنه، ولكنني - وأنا ابن يومي - سلوت.
الزمان :
سلوت، نعم، سلوت. وما ذلك من شيمتك، بل من شيم الشعراء غير المجلين.
الفردوسي (غاضبا مستهترا) :
لست مسرورا بزيارتك، ولا بكلامك، فقد طعنتني مرارا في الصميم، وجئت الآن تذر الملح على جروحي. بعدا لك.
الزمان (دون أن يغير لهجته) :
Página desconocida