كفى، كفى، ليكن المال ستين ألف درهم من الفضة.
حسن :
سمعا وطاعة يا مولاي.
المشهد الثاني
سوق في غزنة (الرسول عائد من منزل الفردوسي ومعه خادمان يحمل كلاهما كيسين من الفضة.)
الرسول :
لله من غضب هذا الشاعر، ولله من كرمه، كأنه هو السلطان محمود. وكأن السلطان من مواليه. فضة السلطان (يقلد الفردوسي)
خذوها ولا شكر ولا فخر. خذوها، أنا ما أبتغيتها. ولا أدنس يدي بها (ينتهي التقليد)
ما رأيت في حياتي، وما أظن أحدا رأى مثل هذا الذي رأيته اليوم. وما سمعت في حياتي وما أظن أحدا سمع مثل هذا الذي سمعته الآن. إني محزون والله وإني مسرور ... مسرور محزون، وكيف يكون ذلك؟ هو والله كذلك، إني محزون لأني عالم بالوعد السلطاني. وما كنت أظن أن السلطان يخلف بوعده، وإني مسرور مبتهج، وحق الله. فمن لا يسر، من لا يبتهج بعشرين ألف من الفضة؟ عشرين ألفا أعطاني هذا الشاعر. عشرين ألف درهم، هي هذه الأكياس (يشير إلى الأكياس التي يحملها الخادمان)
لقد أصبحت من المدرهمين. عجيب هذا الشاعر في كرمه وعجيب هو في غضبه. فقد نفح قيم الحمام الذي كان يستحم فيه عشرين ألفا كذلك. عشرين ألف درهم، كأنها عشرون فضة. وهبها وهو يقول: ما نظمت الشعر طمعا بالمال، بلغ السلطان ما سمعت وما رأيت. ولولا الشاهدان - هذان الاثنان - لما صدق الناس ما سأخبر به. فبعد أن أغناني الشاعر، وأغنى صاحب الحمام، نادى بائع «الفقاع» فصب له كأسا، فشربه وحمد الله، وأعطى الساقي ما تبقى من المال - عشرين ألفا عدا، كذلك وزع الهدية السلطانية - في سورة من الغضب - لله من غضبه! وراح يقول: ويل لهذا السلطان مني، سأدك عرش مجده بقصيدة. الله أكبر. الله أكبر ... (يخرج الرسول والخادمان.)
Página desconocida