Fidelidad en las condiciones del Elegido

Ibn al-Yawzi d. 597 AH
71

Fidelidad en las condiciones del Elegido

الوفا بأحوال المصطفى

Investigador

مصطفى عبد القادر عطا

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1408هـ-1988م

Ubicación del editor

بيروت / لبنان

( فعمد أحدهم فأضجعني ، ثم شق صدري ثم أخرج أحشاء بطني ثم غسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها ، ثم أعادها مكانها . ثم قام الثاني منهم فقال لصاحبه : تنح . فتنحى عني ، ثم أدخل يده في جوفي وأخرج قلبي وأنا أنظر إليه فصدعه ثم أخرج من مضغة سوداء فرمى بها ، ثم قال بيده منه كأنه يتناول شيئا ، فإذا أنا بخاتم في يده من نور يحار الناظرون دونه . فختم به قلبي فامتلأ نورا ، ثم أعاده مكانه فوجدت برد الخاتم في قلبي دهرا . ثم قال الثالث : تنح . فأمر يده من مفرق صدري إلى منتهى عانتي ، فالتأم ذلك الشق بإذن الله تعالى ، ثم أخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا . ثم ضموني إلى صدورهم وقبلوا ما بين رأسي وبين عيني وقالوا : يا حبيب الله لم تزع إنك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عيناك ) . | قال : ( فبينا نحن كذلك إذا أنا بالحي قد جاؤوا بحذافيرهم ، وإذا أمي ، وهي ظئري أمام الحي تهتف بأعلى صوتها : يا ضعيفاه ، يا حبذاه يا سماه ) . | ( فأكبوا علي فقبلوا رأسي وما بين عيني وقالوا : حبذا أنت من ضعيف . ثم قالت ظئرى : أمستضعف أنت من بين أصحابك فقتلت لضعفك . ثم ضمتني إلى صدرها ) . | ( فوالذي نفسي بيده إني لفي حجرها وإن يدي لفي يد بعضهم ، وظننت أن القوم يبصرونهم فإذا هم لا يبصرون ) . | ( فقال بعض القوم : إن هذا الغلام به لمم أو طائف من الجن ) . | ( فذهبوا بي إلى الكاهن فقصوا عليه قصتي ، فقال : اسكتوا حتى أسمع من الغلام فإنه أعلم بأمره منكم ) . | ( فسألني فقصصت عليه قصتي ، فوثب إلي فضمني إلى صدره ثم نادى بأعلى صوته : يا للعرب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه ، فواللات والعزى إن تركتموه وأدرك ليبدلن دينكم ) . | ( ثم احتملوني . فهذا بدء شأني ) . | وقال زيد بن أسلم عن أبيه قال : لما قامت سوق عكاظ انطلقت حليمة برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم . | فلما نظر إليه صاح وقال : يا معشر هذيل يا معشر العرب . | فاجتمع إليه الناس من أهل الموسم فقال : اقتلوا هذا الصبي . | وانسلت به حليمة . | فجعل الناس يقولون أي صبي ؟ فيقول : هذا الصبي . فلا يرون شيئا . قد انطلقت به أمه . فيقال له ما هو ؟ فيقول : رأيت غلاما ، وآلهته ، ليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن آلهتكم ، وليظهرون أمره عليكم . | فطلب بعكاظ فلم يوجد . | قال محمد بن عمر : وجعل الشيخ الهذلي يصيح : يا هذيل ، وآلهته ، إن هذا لينتظر أمرا من السماء . وجعل يغري بالنبي صلى الله عليه وسلم . فلم ينشب أن وله وذهب عقله ، حتى مات كافرا .

عن ابن عباس قال : خرجت حليمة تطلب النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته مع أخته ، فقالت أبني ما هذا الحر الذي أنت فيه ؟ فقالت أخته : يا أماه ما وجد أخي حرا ، رأيت غمامة تظل عليه ، فإذا وقف وقفت ، وإذا سار سارت معه حتى انتهى إلى هذا الموضع . | وقد روينا أن حليمة قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقد زوج خديجة ، فشكت إليه جدب البلاد وهلاك الماشية . | فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيرا موقعا للظعينة . فانصرفت إلى أهلها . | ثم قدمت عليه بعد الإسلام فأسلمت هي وزوجها وبايعا .

عن محمد بن المنكدر قال : استأذنت امرأة على النبي صلى الله عليه وسلم كانت أرضعته ، فلما دخلت عليه قال : أمي أمي . وعمد إلى ردائه فبسطه لها فقعدت عليه . | وقد روي أنها جاءت إلى أبي بكر بعده فأكرمها وإلى عمر ففعل مثل ذلك . | وقد روي أنه أعيد شرح صدره بعد أن تم له عشر سنين .

Página 111