Fidelidad en las condiciones del Elegido
الوفا بأحوال المصطفى
Investigador
مصطفى عبد القادر عطا
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1408هـ-1988م
Ubicación del editor
بيروت / لبنان
أصرف إليها حجاج العرب . | فلما عرفت العرب ذلك خرج منهم رجل فأحدث فيها . | فغضب أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت فيهدمه . | فخرج ومعه الفيل ، فلما انتهى إلى مكة نهبها وقال لبعض أصحابه سل عن سيد أهل مكة ، وقل له : إنا لم نأت لحربكم ، إنما جئنا لهدم هذا البيت . | فدل على عبد المطلب ، فأخبره ما قال ، فقال : والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة ، هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم ، وإن يمنعه فهو بيته . | ثم حمل إليه فأكرمه وأجله وقال : حاجتك ؟ | قال : أن ترد علي مائتي بعير أصبتها لي . | فقال لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم زهدت فيك حين كلمتني أتكلمني في مائتي بعير وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ؟ | فقال : أنا رب الإبل ، وإن للبيت ربا سيمنعه . | وخرج عبد المطلب إلى قريش فأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في الجبال والشعاب تخوفا عليهم من معرة الجيش . ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقال : | يا رب لا أرجو لهم سواكا | يا رب وامنع منهم حماكا | إن عدو البيت من عاداكا | امنعهم أن يخربوا فناكا | وقال أيضا : | لا هم إن المرء يمنع رح | له وحلاله فامنع حلالك | لا يغلبن صليبهم | ومحالهم غدوا محالك | جروا جموع بلادهم | والفيل كي يسبوا عيالك | عمدوا حماك بكيدهم | جهلا وما رقبوا جلالك | إن كنت تاركهم وكعبتنا | فأمر ما بدالك | ثم إن أبرهة تهيأ للدخول وهيأ الفيل ، فأقبل نفيل بن حبيب الخثعمي وقال بأذن الفيل وقال : ابرك محمود وارجع من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام . فبرك . | ومضى نفيل يشتد في الجبل ، فضربوا الفيل ليقوم فأبى ، فوجهوه إلى اليمن فهرول ؛ ووجهوه إلى مكة فبرك . | وأرسل الله تعالى طيرا أمثال الخطاطيف ، مع كل طائر منهم ثلاثة أحجار يحملها ، حجر في منقاره وحجران في رجليه ، أمثال الحمص والعدس لا يصيب أحدا إلا هلك . | فخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي جاؤوا منه . فهلكوا في كل سهل وجبل . | وأصيب أبرهة بداء في جسده ، فسقطت أنامله فقدموا ( به ) صنعاء وهو مثل الفرخ ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه . | وولد في هذا العام رسول الله صلى الله عليه وسلم . | قال ابن قتيبة : وقد أجمع الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل ، وقد عاين ذلك حكيم ابن حزام وحويطب بن عبد العزى وحسان بن ثابت ، وكل هؤلاء عاشوا في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة وقالت الشعراء في ذلك عن عيان الأمر ومشاهدته . | منهم نفيل بن حبيب ، وهو جاهلي وكانت الحبشة أخذته ليدلها على الطريق إلى مكة فهرب منهم بحيلة فقال : | ألا ردي ركائبنا ردينا | نعمناكم على الهجران عينا | فإنك لو رأيت ولن تريه | لدى جنب المحصب ما رأينا | جمدت الله إذ عاينت طيرا | وخفت حجارة تلقى علينا | وكلهم يسائل عن نفيل | كأن علي للحبشان دينا | وقال أمية بن أبي الصلت : | إن آيات ربنا بينات | ما يماري فيهن إلا الكفور | حبس الفيل بالمغمس حتى | ظل يحبو كأنه معقور | قالت عائشة رضي الله عنها : رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان الناس .
قال ابن قتيبة : وفي أمر الفيل أنه بينة على الإله المسخر للطير ، وإنما فعل ذلك لنصرة من ارتضاه وهلكة من سخط عليه ، لا لنصرة قريش ، فإنهم كانوا كفارا لا كتاب لهم ، والحبشة لهم كتاب . | فلا يخفى أن المراد بذلك محمد صلى الله عليه وسلم أنه الداعي إلى التوحيد .
عن عائشة أيضا أنها قالت : رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان الناس . |
Página 90