Fidelidad en las condiciones del Elegido

Ibn al-Yawzi d. 597 AH
46

Fidelidad en las condiciones del Elegido

الوفا بأحوال المصطفى

Investigador

مصطفى عبد القادر عطا

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1408هـ-1988م

Ubicación del editor

بيروت / لبنان

عن عمرو بن مرة الجهني : أنه كان يحدث قال : خرجت حاجا في جماعة من قومي في الجاهلية ، فرأيت في المنام وأنا بمكة نورا ساطعا خرج من الكعبة حتى أضاء لي من الكعبة إلى جبل يثرب وأشعر جهينة ، فسمعت صوتا في النور وهو يقول : انقشعت الظلماء وسطع الضياء ، وبعث خاتم الأنبياء . | ثم أضاء إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن ، فسمعت صوتا في النور وهو يقول : ظهر الإسلام ، وكسرت الأصنام ، ووصلت الأرحام . | فانتبهت فزعا ، فقلت لقومي : والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث . وأخبرتهم بما رأيت . | فلما انتهينا إلى بلادنا جاءنا الخبر أن رجلا يقال له : أحمد قد بعث . | فخرجت حتى أتيته ، فأخبرته بما رأيت فقال لي : ( يا عمرو بن مرة ، أنا النبي المرسل إلى العباد كافة ، أدعوهم إلى الإسلام ، وآمرهم بحقن الدماء ، وصلة الأرحام وعبادة الله ، ورفض الأصنام ، وحج البيت ، وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهرا ، فمن أجاب دخل الجنة ومن عصى فله النار ، فآمن بالله يا عمرو بن مرة يؤمنك الله من هول جهنم ) . | فقلت : يا رسول الله ، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام ، وإن أرغم ذلك كثيرا من الأقوام . | ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به ، وكان لنا صنم وكان أبي سادنا له فقمت إليه فكسرته ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم : | شهدت بأن الله حق وأنني | لآلهة الأحجار أول تارك | وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا | أجوب إليك الدعث بعد الدكادك | لأصحب خير الناس نفسا ووالدا | رسول مليك الناس فوق الحبائك | فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مرحبا بك يا عمرو بن مرة ) . | فقلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، ابعث بي إلى قومي لعل الله عز وجل يمن عليهم بي كما من بك علي . | فبعثني إليهم وقال : ( عليك بالرفق والقول السديد ، ولا تك فظا ولا متكبرا ولا حسودا ) . | فأتيت قومي ، فقلت : يا بني رفاعة ، بل يا معاشر جهينة إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم ، أدعوكم إلى الجنة وأحذركم النار ، وآمركم بحقن الدماء ، وصلة الأرحام وعبادة الله ، ورفض الأصنام ، وحج البيت ، وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهرا ، فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار . يا معشر جهينة إن الله وله الحمد جعلكم خيار من أنتم منه ، وبغض إليكم في الجاهلية ما حبب إلى غيركم من العرب ، كانوا يجمعون بين الأختين ، ويخلف الرجل على امرأة أبيه ، والغزاة في الشهر الحرام ، فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب ، تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة وسارعوا في ذلك تكن لكم فضيلة عند الله عز وجل . | فأجابوا إلا رجلا منهم ، فقام فقال : يا عمرو بن مرة أمر الله عيشك أتأمرنا أن نرفض آلهتنا ونفرق جماعتنا ونخالف دين آبائنا إلى ما يدعو إليه هذا القرشي من أهل تهامة ؟ لا حبا ولا كرامة . | ثم أنشأ الخبيث يقول : | هذا ابن مرة قد أتى بمقالة | ليست مقالة من يريد صلاحا | إني لأحسب قوله وفعاله | يوما ، وإن طال الزمان رياحا | أنسفه الأشياخ فيمن قد مضى | من رام ذاك فلا أصاب فلاحا | فقال عمرو بن مرة : الكاذب بيني وبينك أمر الله عيشه وأبكم لسانه وأكمه أسنانه . | قال عمرو : فوالله ما مات حتى سقط فوه ، فكان لا يجد طعم الطعام ، وعمي وخرس . | فخرج عمرو بن مرة ومن أسلم من قومه معه حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فرحب بهم وحياهم وكتب لهم كتابا هذه نسخته : | بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب أمان من الله تعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بكتاب صادق وحق ناطق ، مع عمرو بن مرة الجهني : أجهينة بن زيد ، إن لكم بطون الأرض وظهورها ، وقلاع الأودية وسهولها ، ترعون نباته وتشربون صافيه ، على أن تقروا بالخمس وتصلوا صلاة الخمس ، وفي التبعة والصريمة شاتان إذا اجتمعا وإن افترقا فشاة شاة ، ليس على أهل الميرة صدقة ، والله يشهد على ما بيننا ومن حضر من المسلمين . | فذلك حين يقول عمرو بن مرة : | ألم تر أن الله أظهر دينه | وبين برهان القران لعامر | كتاب من الرحمن نور لجمعنا | وأخلافنا في كل باد وحاضر | إلى خير من يمشي على الأرض كلها | وأفضلها عند اعتكار الضرائر | أطعنا رسول الله لما تقطعت | بطون الأعادي بالظبا والخواصر | فنحن قبيل قد بنى المجد حولنا | إذا اجتلبت في الحرب هام الأكابر | بنو الحرب نقريها بأيد طويلة | وبيض تلالا في أكف المغاور | ترى حوله الأنصار يحمون سربه | بسمر العوالي والصفاح البواتر | إذا الحرب دارت عند كل عظيمة | ودارت رحاها بالليوث الهواصر | تبلج منه اللون وازداد وجهه | كمثل ضياء البدر بين الهواصر | وذكر ياسر بن سويد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه في خيل أو سرية وامرأته حامل ، فولد له مولود ، فحملته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، قد ولدت هذا المولود وأبوه في الخيل . | فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فأمر يده عليه وقال : ( اللهم أكثر رجالهم وأقل نساءهم ولا تحوجهم ، ولا تر أحداثهم خصاصة ) . ثم قال : ( سميه مسرعا فهو إسراع في الإسلام ) . |

2 ( الباب الرابع عشر | في ذكر تزويج عبد المطلب وابنه عبدالله إلى بني

زهرة ) 2

Página 80