Fidelidad en las condiciones del Elegido
الوفا بأحوال المصطفى
Investigador
مصطفى عبد القادر عطا
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1408هـ-1988م
Ubicación del editor
بيروت / لبنان
قومه يبذل لهم النصيحة ، ويدعوهم إلى النجاة ( مما هم فيه ) وجعلت قريش حين منعه الله منهم يحذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب . | وكان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث : أنه قدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، فمشى إليه رجال من قريش ، وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا ، فقالوا له : يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، وفرق جماعتنا ، وإنما قوله كالسحر ، يفرق بين الرجل وبين أبيه ، وبين الرجل وبين أخيه ، وبين الرجل وزوجته ، وإنما نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمه ولا تسمع منه . | قال : فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت على ألا أسمع منه شيئا ولا أكلمه ، حتى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا ، فرقا من أن يبلغني شيء من قوله ، وأنا لا أريد أن أسمعه . | قال : فغدوت إلى المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة . | قال : فقمت قريبا منه ، فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . | قال : فسمعت كلاما حسنا ، فقلت في نفسي : واثكل أمي والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول ، فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته ، وإن كان قبيحا تركته . | قال : فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، فاتبعته حتى دخلت عليه ، فقلت : يا محمد ، إن قومك قالوا لي كذا وكذا . للذي قالوا ، فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعنيه ، فسمعت قولا حسنا ، فأعرض علي أمرك . | قال : فعرض علي الإسلام ، وتلا علي القرآن ، فوالله ما سمعت قولا قط أحسن ولا أمرا أعدل منه . | قال : فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت : يا نبي الله ، إني أمرؤ مطاع في قومي ، وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية لتكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه . | قال : فقال : ( اللهم اجعل له آية ) . | قال : فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح . | قال : فقلت : اللهم اجعله في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم . | قال : فتحول فوقع في رأس سوطي . فجعل الحاضرون يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق وأنا أنهبط إليهم من الثنية . | قال : حتى جئتهم فأصبحت فيهم ، فلما نزلت أتاني أبي وكان شيخا كبيرا . | قال : فقلت : إليك عني يا أبت ، فلست منك ولست مني . | قال : ولم أي بني ؟ | قال : قلت : أسلمت وبايعت محمدا صلى الله عليه وسلم . | قال : أي بني ، فديني دينك . | ( قال : فقلت : فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ، ثم تعال حتى أعلمك ما علمت . | قال : فذهب ) فاغتسل وطهر ثيابه ، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم .
Página 207