94- وأخبرني مطرف عن مالك أنه قال: "كان علينا وآل من بني هاشم بالمدينة يقال له معبد بن العباس، فكان يأخذ من الماء قدر نصف مد فيتوضأ به، ويصلي بنا، وكان إماما.
95- قال لي مطرف: فرأيت مالكا يعجبه ذلك، ورواه ابن وهب عن مالك كرواية مطرف. قال عبد الملك: وليس في ذلك حد موقوت من كيل الماء إلا ما أسبغت به وضوءك والقصد في ذلك حسن مستحب والسرف فيه مكروه.
96- وقد حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي عن معن بن عيسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تبارك وتعالى ليبعث ملائكة ضد كل وضوء فيرفعون منه ما كان قصدا ويلغون ما كان سرفا.
[123]
97- قال وحدثني الحزامي عن الواقدي عن خالد بن إياس عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال: "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص يتوضأ ويكثر صب الماء. فقال: ما هذا الإسراف يا سعد؟ فقال سعد: وفي الوضوء إسراف يا رسول الله؟ قال: نعم، ولو كنت على نهر جار.[123]
[124]
98- قال عبد الملك: وبلغني أن ابن مسعود قال: إن من السرف أن يمر الرجل بنهر عجاج فيتوضأ فيكثر صب الماء.
قال عبد الملك: وشدة التوقي في الوضوء والغلو فيه مكروه ولا يكاد يعرض إلى من وسوسة.
99- وقد حدثني الحزامي عن الواقدي عن بيان عن الحسن قال: "للوضوء شيطان يسمى ولهان يضحك بالناس في وضوئهم ويوسوسهم فيه وهو أشد الشياطين على الناس".
100- قال وأخبرني مطرف عن مالك أنه سئل عن الرجل يجلس للبول فيتنظف[124] [125] ساعة بعد أن بال ثم يتوضأ. فإذا فغ وجد بللا فلا يدري أهو من الماء أم من البول. فقال مالك: إني لأرجو أن يكون عليه في هذا شيئ وما سمعت أن أحد أعاد من مثل هذا الوضوء، ولا كان يتربص بعد فراغه حتى يتعصر ويتنظف.
Página 17