Valle de Natrón
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Géneros
دير القديس يوحنا الأسود.
والآن نذكر ما قاله المقريزي المتوفي سنة 845ه (1441م). فقد وصف هذا المؤلف الأديرة التي كانت في عصره بالجزء الثاني من خططه طبعه بولاق ص 508 و509 فقال:
أما وادي هبيب وهو وادي النطرون ويعرف ببرية شيهات وببرية الأسقيط وبميزان القلوب فانه كان بها في القديم مائة دير. ثم صارت سبعة ممتدة غربا على جانب البرية القاطعة بين بلاد البحيرة والفيوم. وهي في رمال منقطعة وسباخ مالحة وبرار منقطعة معطشة وقفار مهلكة. وشراب أهلها من حفائر وتحمل النصارى اليهم النذور والقرابين. وقد تلاشت في هذا الوقت بعد ما ذكر مؤرخ النصارى أنه خرج إلى عمرو بن العاص من هذه الأديرة سبعون الف راهب بيد كل واحد عكاز فسلموا عليه وانه كتب لهم كتابا هو عندهم.
فمنها (دير أبي مقار الكبير) وهو دير جليل عندهم وبخارجه أديرة كثيرة خربت وكان دير النساك في القديم. ولا يصح عندهم بطريكة البطرك حتى يجلسوه في هذا الدير بعد جلوسه بكرسي الاسكندرية. ويذكر أنه كان فيه من الرهبان الف وخمسمائة لا تزال مقيمة به وليس به الآن إلا قليل منهم. والمقارات ثلاثة أكبرهم صاحب هذا الدير. ثم أبو مقار الاسكندراني، ثم أبو مقار الأسقف. وهؤلاء الثلاثة قد وضعت رممهم في ثلاث أنابيب من خشب وتزورها النصارى بهذا الدير. وبه أيضا الكتاب الذي كتبه عمرو بن العاص لرهبان وادي هبيب بجراية نواحي الوجه البحري على ما أخبرني من أخبر برؤيته فيه. (أبو مقار الأكبر) هو مقاريوس أخذ الرهبانية عن انطنيوس وهو أول من لبس عندهم القلنسوة والاشكيم وهو سير من جلد فيه صليب يتوشح به الرهبان فقط. ولقى انطونيوس بالجبل الشرقي من حيث دير العزبة وأقام عنده مدة. ثم ألبسه لباس الرهبانية وأمره بالمسير إلى وادي النطرون ليقيم هناك ففعل ذلك واجتمع عنده الرهبان الكثيرة العدد. وله عندهم فضائل عديدة منها أنه كان لايصوم الأربعين الا طاويا في جميعها لايتناول غذاء ولاشرابا البتة مع قيام ليلها. وكان يعمل الخوص ويتقوت منه . وما أكل خبزا طريا قط بل يأخذ القراقيش فيبلها في نقاعة الخوص ويتناول منها هو ورهبان الدير ما يمسك الرمق من غير زيادة. هذا قوتهم مدة حياتهم حتى مضوا لسبيلهم. وأما أبو مقار الاسكندراني فانه ساح من الاسكندرية إلى مقاريوس المذكور وترهب على يديه ثم كان أبو مقار الثالث وصار أسقفا.
دير أبي يحنس القصير:
يقال إنه عمر في أيام قسطنطين بن هيلانة. ولأبي يحنس هذا فضائل مذكورة وهو من أجل الرهبان. وكان لهذا الدير حالات شهيرة وبه طوائف من الرهبان ولم يبق به الآن إلا ثلاثة رهبان.
دير الياس:
عليه السلام وهو دير للحبشة وقد خرب دير يحنس كما خرب دير الياس أكلت الأرضة أخشابهما فسقطا وصار الحبشة إلى دير سيدة بويحنس القصير وهو دير لطيف بجوار دير بويحنس القصير. وبالقرب من هذه الأديرة:
دير أنبا نوب:
وقد خرب هذا الدير أيضا. (أنبا نوب) هذا من أهل سمنود قتل في الاسلام ووضع جسده في بيت بسمنود.
Página desconocida