Conciencia: Una guía breve al enigma central de la mente
الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل
Géneros
يوضح تشاموفيتز كيف يؤدي تحفيز الخلية النباتية إلى تغيرات خلوية تؤدي إلى إطلاق إشارة كهربائية - على غرار التفاعل الناجم عن تحفيز الخلايا العصبية في الحيوانات - و«كما هو الحال في الحيوانات، يمكن لهذه الإشارة أن تنتشر من خلية إلى أخرى، وهي تتضمن الوظيفة المنسقة لقنوات الأيونات؛ بما في ذلك البوتاسيوم، والكالسيوم، والكالمودولين، ومكونات نباتية أخرى.»
3
ويصف تشاموفيتز أيضا بعض الآليات المشتركة بين النباتات والحيوانات، وصولا إلى مستوى الحمض النووي. ومن خلال بحثه، اكتشف الجينات المسئولة عن قدرة النبات على تحديد ما إذا كان في الظلام أو في الضوء، كما تبين أن هذه الجينات هي أيضا جزء من الحمض النووي البشري. في الحيوانات، تنظم هذه الجينات نفسها الاستجابات للضوء وتشارك في «توقيت الانقسام الخلوي، ونمو الخلايا العصبية على مستوى المحور، والتشغيل السليم للجهاز المناعي». وتوجد آليات مشابهة في النباتات لاكتشاف الأصوات، والروائح، والموقع، وحتى تشكيل الذكريات. وفي مقابلة مع مجلة «ساينتفك أمريكان» يصف تشاموفيتز كيف تلعب أنواع مختلفة من الذكريات دورا في سلوكيات النباتات:
إذا كانت الذاكرة تنطوي على تشكيل الذكرى (تشفير المعلومات)، والاحتفاظ بالذكرى (تخزين المعلومات)، واستعادة الذكرى (استرداد المعلومات)، فإن النباتات تتذكر بكل تأكيد. فعلى سبيل المثال، نبات «خناق الذباب» لا يغلق مصيدته إلا إذا لمست حشرة شعرتين من الشعر الموجود على أوراقه؛ ومن ثم فهو يتذكر اللمسة الأولى ... وتتذكر شتلات القمح أن فصل الشتاء قد انتهى قبل أن تبدأ في الإزهار وصنع البذور. وتصنع بعض النباتات المجهدة ذرية أكثر مقاومة لنوع الإجهاد نفسه الذي تعرض له أسلافها، وهو نوع من الذاكرة العابرة للأجيال اكتشف حديثا في الحيوانات أيضا.
4
تجري عالمة البيئة سوزان سيمارد أبحاثا في علم بيئة الغابات، وقد حققت أبحاثها تقدما كبيرا في فهمنا للتواصل الذي يحدث بين الأشجار في الغابات. في عام 2016، ألقت سوزان محاضرة في مؤتمر «تد»
TED
الشهير وصفت فيها إثارة اكتشاف التكافل بين نوعين من الأشجار أثناء إجراء أبحاثها على شبكات الفطريات الجذرية؛ وهي شبكات متشعبة تحت الأرض من الفطريات تربط نباتات مستقلة، وتنقل الماء، والكربون، والنيتروجين، ومعادن ومواد مغذية أخرى، بين هذه النباتات. كانت سيمارد تدرس مستويات الكربون في نوعين من الأشجار؛ وهما دوجلاس التنوب (أحد أنواع شجر الصنوبر) والبتولا الورقية، عندما اكتشفت أن النوعين منخرطان في «محادثة ثنائية حيوية». ففي أشهر الصيف، عندما تكون شجرة «التنوب» بحاجة إلى المزيد من الكربون، ترسل البتولا المزيد من الكربون إليها، وفي أوقات أخرى، عندما تكون التنوب لا تزال في مرحلة النمو، وتحتاج البتولا إلى مزيد من الكربون لأنها بلا أوراق، ترسل التنوب المزيد من الكربون إلى البتولا - وهو ما يكشف أن هذين النوعين متكافلان في واقع الأمر. ومما يثير الدهشة أيضا نتائج أبحاث إضافية أشرفت عليها سيمارد، وأظهرت أن «الأشجار الأم» من دوجلاس التنوب قادرة على التمييز بين أقاربها من النوع نفسه وبين الشتلات الأخرى المجاورة. وجدت سيمارد أن الأشجار الأم استعمرت الأشجار من نوعها عن طريق شبكات فطريات جذرية أكبر، وكانت ترسل إليها المزيد من الكربون تحت الأرض. كما أن الأشجار الأم «قللت من تنافس جذور تلك الأشجار لإفساح المجال أمام الأشجار الناشئة للنمو»، كما كانت ترسل رسائل حين تصاب أو تحتضر من خلال الكربون، وتوصل إشارات دفاعية أخرى إلى شتلات تلك الأشجار، مما يزيد من مقاومة هذه الشتلات للضغوط البيئية المحلية.
5
وبالمثل، عن طريق نشر السموم عبر الشبكات الفطرية تحت الأرض، تستطيع النباتات أيضا مكافحة الأنواع التي تهددها. ونظرا إلى الروابط الهائلة ووظائف شبكات الفطريات الجذرية هذه، يشار إليها باسم «شبكة الإنترنت الطبيعية للأرض».
Página desconocida