143
يا رباح! إن تكن حرا فإن حمامتك أمة.
قال رباح مغضبا: فأنت إذن زوجتنيها لتستغلها وتستغلني كما تستغل الإبل والشاء!
قال خلف: إنك لغضوب يا رباح، إني لم أرد أن أسوءك، وإنما أردت أن أرفق بك وأن أعرف بعض أمرك.
قال رباح: فاعرف إذن من أمري ما تحب. ثم ضرب بيده على جبهته وهو يقول: ويلاه! لقد أنسيت أنها أمة، وأن ابنها سيكون قنا مثلها.
قال خلف: وإن لها لابنا يا رباح؟
قال رباح: نعم، ولو أطاعتني نفسي، ولو أطاعتني هي لوأدته
144
كما تئدون بناتكم، فليس مما يسر ولا يرضي أن يعرف الرجل أنه يستفحل كما تستفحل الإبل.
قال خلف، وقد بدا في صوته شيء من الأسى: ويحك يا رباح! إنك لتشق على نفسك وتشق علي في غير طائل، وايم الله ما أردت استغلالك ولا استفحالك! وإنك لتذكر كيف تقدمت إليك أن ترعي هذه الفتاة مع رعياننا، فتمنيت علي أن أجعلها لك زوجا، وزعمت لي أن ذلك أبلغ فيما كنت أريد لها من الذل، فما خطبك؟ وماذا عرض لك؟ ...
Página desconocida