Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar
وا محمداه إن شانئك هو الأبتر
Editorial
دار العفاني
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
Ubicación del editor
مصر
Géneros
المختار، فقال: إنه لم يكن في الأمم الخالية أمرٌ إلاَّ وهو كائنٌ في هذه الأمةِ مِثلُه، وإنه قد كان في بني إسرائيل تابوتٌ يستنصرون به، وإن هذا مِثْلُه، ثم أَمَر فكَشف عنه أثوابَه، وقامت السَّبئية، فرَفَعوا أيديَهم، وكبَّروا ثلاثًا، فقام شِبْث بن رِبعيٍّ فأنكر على الناس، وكاد أن يكفِّرَ مَن يصنعُ بهذا التابوت هذا التعظيم، وأشار بأن يُكسر، ويُخرجَ من المسجد، ويُرمى في الخنس، فشكرها الناسُ لشبث بن رِبعي، فلما قيل: هذا عُبيد الله بن زياد قد أقبل، وبَعَث المختارُ ابنَ الأشتر، بعث معه بالكرسي، يُحمل على بَغلٍ أشهبَ قد غشِّي بأثواب الحرير، عن يمينه سَبعةٌ، وعن يساره سبعة، فلمَّا تواجَهوا مع الشاميين، وغَلبوا الشاميين، وقَتلوا ابن زياد، ازداد تعظيمهم لهذا الكرسيِّ حتى بلغوا به الكفر.
° قال الطفيلُ بن جعدة: "فقلت: إنا للهِ وإنا إليه راجعون، وندمت على ما صنعت".
° وقد قال في هذا الكرسي أعشى همدان:
شَهِدْتُ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ سَبَئِيَّةٌ ....... وَأنّي بِكُمْ يا شُرْطَةَ الشِّرْكِ عَارِفُ
وَأُقْسِمُ مَا كُرْسِيّكُمْ بِسَكِينَةٍ ...... وَإنْ كانَ قَدْ لُفَّتْ عَلَيهِ اللَّفَائِفُ
وَأنْ لَيْسَ كالتَّابُوتِ فِينَا وَإنْ سَعَتْ ...... شَبَامُ حَوَالَيْهِ وَنَهْدٌ وَخَارِفُ (^١)
وَإِنِّي امرُؤٌ أحْبَبتُ آل مُحَمَّد ...... وَتَابَعْتُ وَحْيًا ضُمَنّتَهُ المَصَاحفُ
° وقال المتوكل الليثي:
أَبْلِغْ أبَا إِسْحَاقَ إِنْ جِئْتَهُ ....... أَني بِكُرْسِيِّكُمْ كَافِرُ
(^١) شبام: رُضَّع، نهد: الفتاة الناهد، والخارف: العجوز.
1 / 391