203

Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Editorial

دار العفاني

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

مصر

Géneros

عُذْرًا رسول الله (^١) "فِي الذب عَنْ رسُولِ الله ﷺ -ورَدْعِ البقَرِ الدَنِمَاركِيِّ الحلُوب": إِلَى قَيْءِ الحَضَارَةِ، بَلْ سَقْطِ السَّفَالَةِ، وأَدْعِيَاءِ التَقَدُّم، ولُصُوصِ التَمَدُّنِ، أُولَئِكَ الّذِينَ سَفِهُوا، وَأوْحَلُوا، فَعَابُوا أَطْهَرَ الخَلْقِ، وأَشْرَفَ الرسل، فَعَلا وسَفِلُوا، وطَهُرَ ودَنِسُوا، وخَلُدَ وذَهبوا إِلَى مَزَابِل التَّارِيخ. إِلَيْهِمْ وإلَى أَذَنَابِهِمْ، أُولئِكَ الذين أَعْمَاهُمْ بَرِيقُ الغَرْبِ الخَادعُ، فَرَاحُوا يَتَهَافتونَ عَلَيْهِ تَهافُتَ الفَرَاشِ عَلى النَّارِ، بَلْ رَاحُوا يَتدافعون عليْهِ تَدَافُعَ الحُمُرِ عَلَى المُسْتَنْقَع الآسِنِ، إليهمْ -وليْتهُمْ يعقلُون- .. حِمَمٌ تَثُورُ وأَنْفُسٌ تَتَفَطرُ … وأَزِيزُ أَفْئِدَة تَكَادُ تَبَخَّرُ ومَدَامِعٌ بِدُمُوعِهَا ثَمِلَ (^٢) الثَّرَى … وتَدَفقَتْ بِدِمَائِهِنَّ الأبْحُرُ تَرْنُو إِلَيْكَ شَوَاخِصًا مَشْدُوهَةً (^٣) … قَرْحَى فمَا تَغُفُو ولَا هِيَ تبصِرُ وجَوانِحٌ كَالنارِ تَحْطِمُ نَفْسَهَا … وتَكَادُ مِنْ غَيْظ بِهَا تَتَنَاثَرُ وجِبَالُ غَيْمٍ تَسْتَحِيلُ مجامِرًا … وتَكَادُ تَقْذِفُ بِالجِمَارِ وتهْمُرُ (^٤) واليَمُّ مَوَّارُ الجَوَانِحِ هَائِجٌ … يَنْهَى جُمُوعَ العَالَمِينَ وينذِرُ يَسْتَأذِنُ الجَبَّارَ يُغْرِقُ جَمْعَهُمْ … فَلَطَالَمَا نَقَضُوا العُهُودَ وأَخْفَرُوا وِإخَالُ هَذِي الشمْسَ تَسالُ رَبَّهَا … أَنْ تَحْرِقَ الكَوْنَ الأَثِيمَ وتَصْهَرُ!

(^١) قصيدة: "أين الأزهرُ!! " لشقيقي الشاعر عبد الله حسين عبد الله العفاني. (^٢) ثمل: سَكِر. (^٣) مشدوهة: متحيِّرة. شَده: شُغِل وتحيَّر. (^٤) تهمُر: همر: صبَّ.

1 / 210