Los fundamentos culturales de las naciones: jerarquía, pacto y república
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Géneros
لم يكن مفهوم فرنسا شائعا ومنتشرا على نطاق واسع بين الطبقات المتعلمة فحسب، بل ارتبط بالمملكة، والأرض، والشعب؛ ومن ثم جسد المبدأ الهرمي المتمثل في نظام اجتماعي موحد في أرض معينة. إلا أن الهرمية لم تتضمن (ولا تتضمن) عزل النخب عن غالبية السكان؛ فعلى الرغم من الاختلافات الإقليمية في المملكة الفرنسية، والثقافة المختلفة جدا في الجنوب، فقد انتشرت المعرفة بمفهوم أوسع لفرنسا وانتشر التعلق بهذا المفهوم تدريجيا، وإن كان على نحو متقطع وغير متساو، من باريس وإيل دو فرانس إلى المناطق الأخرى من خلال العمليات المختلفة لتكون الأمة المتمثلة في تعريف الهوية الفرنسية المختلفة من خلال معارضة القوى الخارجية، لا سيما الدولة الإنجليزية، وتداول أساطير الأصول (الطروادية)، والذكريات، ورموز المملكة الفرنسية، وتزايد أقلمة الذكريات والارتباطات ب «فرنسا»، ونشر القوانين والعادات من المركز إلى المناطق الأخرى، وخلق ثقافة عامة ملكية ومسيحية ونشرها، بما في ذلك مراسم تتويج الملوك، ودخول الملوك للمدن، والقوى الشفائية للملك، ودور المجالس القضائية.
41
وكان ما ساعد في تقوية الهوية القومية الفرنسية بحلول أوائل القرن السادس عشر هو تكوين بعض المصادر الثقافية المقدسة. وكان أهم تلك المصادر بلا شك أسطورة قوية للانتخاب العرقي، ركزت على الملك، لكنها امتدت أيضا لتشمل الأرض وشعب المملكة. وعلى الأرجح لا يمكننا أبدا أن نعرف على نحو مؤكد إلى أي مدى انتشر ذلك الاعتقاد بين الأشخاص العاديين، لا سيما أولئك المقيمين في الريف. إلا أنه في القرن الخامس عشر، ربما شجع القتال المطول ضد الأعداء الإنجليز والبرجنديين كثيرا من أهل البلدات، وربما بعض الفلاحين، على التعاطف مع دعوة جان دارك للدفاع عن مملكة فرنسا المقدسة. (8) اسكتلندا
نجد تركيبات مشابهة من الهرمية، والارتباط الإقليمي، والمشاركة الأوسع نطاقا في مكان آخر. تمثل مملكة اسكتلندا أثناء حروب الاستقلال وبعدها مثالا توضيحيا لذلك. والدليل الأهم في ذلك الصدد هو إعلان أربروث (1320). إلا أن هذه الوثيقة ليست سوى وثيقة ضمن سلسلة من الحركات الدبلوماسية الهادفة إلى مجابهة مزاعم سيادة الملك الإنجليزي إدوارد الأول على اسكتلندا. وجابه تأكيد إدوارد الأول على حقوقه المفترضة التعليمات التي أرسلت إلى المندوبين الاسكتلنديين في البلاط البابوي للبابا بونيفاس الثامن في مدينة أناني عام 1301، وكذلك وثائق لاحقة مثل إعلان رجال الدين عام 1309، والاعتراض الأيرلندي عام 1317، وانتهت بإعلان أربروث. يقول إدوارد كوين إنه لم يكن من الممكن أن يعجز مستقبلو هذه التوسلات عن فهم أنها «صادرة عن شيء أكبر من أفواه الرعايا الإنجليز المنشقين أو المتمردين الإقطاعيين المحبطين من حاكمهم الجبار. لقد كان ما يعبر عنه هو صوت أمة.»
42
يوجد في كل وثيقة من هذه الوثائق إشارة إلى «مجتمع المملكة»، وفي بعض الأحيان إلى «موافقة كل الشعب»؛ لذلك، فإن إعلان رجال الدين عام 1309 يتحدث عن كل الشعب الذي يعاني من العبودية والعذاب والذبح، تماما مثل الاعتراض الأيرلندي عام 1317 (الذي يتحدث بمصطلحات أكثر تطرفا) وكذلك إعلان أربروث. هل يمثل هذا ما هو أكثر من مجرد مصطلحات تقليدية معتادة في هذه الفترة؟ يبدو أن الحروب المطولة ضد الملك إدوارد قد أبرزت طبقة من الملاك الأحرار تحت الطبقة المكونة من التسعة والثلاثين إيرل وبارون الذين وقعوا بأختامهم على الإعلان. وظهر أيضا في هذه الفترة البرلمان الاسكتلندي، لكنه لم يحصل مطلقا على المحورية والأهمية اللتين حصل عليهما نظيره الإنجليزي. وفي هذه الحالة، فإن التوسلات المتكررة الموجهة إلى «العرق» الاسكتلندي و«الأمة الاسكتلندية» تمثل توسعا للأمة السياسية داخل النظام الاجتماعي الأرستقراطي التقليدي.
43
ورغم ذلك يبقى السؤال: هل يمكننا استنتاج وجود نوع من الهوية القومية الاسكتلندية في هذه الفترة اعتمادا على تلك الوثائق الثقافية المطروحة على نحو مقنع، يتجاوز حدود نخبة البارونات الصغيرة؟ في حقيقة الأمر، لا نعرف سوى القليل عن شعور الجنود العاديين، ولا يتوافر لدينا إلا الحقيقة التي يذكرنا بها بروس ويبستر المتمثلة في أنهم: «قاتلوا، مثل قادتهم، في ظروف كان من الأسهل والأكثر أمنا ألا يقاتلوا فيها.»
44
علاوة على ذلك، تستخدم كل الوثائق السالفة الذكر المصطلحات المتعلقة بالطغيان، وتزعم أن الشعب انتخب أميرا، مثل يهوذا المكابي، يعتبر أداة للرب للتخلص من الطغيان وتحرير الشعب من العبودية. توضح وثيقة تعليمات عام 1301 هذه الفكرة بتشبيه الملك إدوارد بأنطيوخوس الرابع الذي أشعل الثورة المكابية بتدنيسه للهيكل. كثير من هذا الكلام المتعلق بالحرية والطغيان كان بطبيعة الحال منتشرا لدى غيرهم في أوروبا، ونابعا إلى حد ما من كتابات تشابه كتاب «بوليكراتيكوس» لصاحبه جون سولزبري الذي كتبه في القرن الثاني عشر، لكنها جاءت في الأساس من العهد القديم وكتاب أبوكريفا. في حالة اسكتلندا، ولا سيما في إعلان أربروث، كان يوجد أيضا تأثر بالكلاسيكية؛ حيث نجد فقرات معروفة تتحدث عن الموت في سبيل الحرية تستحضر على نحو حرفي تقريبا «المؤامرة الكاتلينية» للمؤرخ سالوست (63 قبل الميلاد).
Página desconocida