Los fundamentos culturales de las naciones: jerarquía, pacto y república
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Géneros
37
وترى كوليت بون أيضا أن الأرض والشعب والملك كانوا يعتبرون على القدر نفسه من القداسة بداية من عهد فيليب الرابع الملقب بفيليب الوسيم. عام 1302، وصف الراهب جيوم دو ساكفيل الفرنسيين بأنهم شعب الرب الذي اختاره الرب كما اختار إسرائيل، أرض العهد الجديد، أرض الميعاد، الأرض المقدسة: «اختار الرب مملكة فرنسا على كل الشعوب الأخرى.» وأكدت أيضا دعاية نوجاغيه على أن الرب اختار فرنسا مملكة خاصة به: «اختار الرب مملكة فرنسا وباركها على كل الممالك الأخرى في العالم.» وعبر عن هذه الفكرة أيضا المرسوم البابوي في ذلك الوقت، المعروف باسم «ملك المجد»، الذي نص على ما يأتي:
كون ملك المجد ممالك مختلفة داخل نطاق هذا العالم وكون حكومات للشعوب المتنوعة وفقا لاختلافات اللغة والعرق. وبين تلك الممالك، وعلى غرار شعب إسرائيل ... (فإن) مملكة فرنسا، كشعب خاص اختاره الرب لتنفيذ أوامر السماء، تتميز بأمارات معينة من الشرف والنعمة.
38
فيما بعد، عبر جورج شاستيلان عن هذا الشعور تعبيرا موسويا، فقال: «يشرق الرب بوجهه عليكم، وتستقر يد الرب على الشعب الذي اختاره.» كان هذا مشهودا بعلامات نعمة خاصة: القارورة المقدسة لمسح الملوك، والزنبق، و«الراية». ويلزم ذكر تعليق بون المتعلق بفكرة أن مفهوم الأمة الهرمية لا يربط النخب بعامة الشعب:
تكونت فكرة الأمة في المملكة منذ فترة مبكرة في تاريخها؛ ومن ثم استلهمت أكثر من الأمم الأخرى لتستمد قيمتها من إيمانها والتزامها بالإرادة الإلهية. واستخدم مصطلح «الأكثر مسيحية» دون تمييز للإشارة إلى الملك الفرنسي وللإشارة إلى الشعب والأرض.
39
في القرنين التاليين توسع مفهوم فرنسا بعدة نواح؛ في البداية، كان المفهوم سياسيا، يتمثل في «مملكة فرنسا» التي يحكمها الملك فيليب أغسطس، وفي منتصف القرن الثالث عشر، توسع المفهوم ليشمل كل المملكة، «أرض محددة، أرض عاش فيها عرق الفرنجة منذ زمن سحيق.» وبعد ذلك، أصبحت مشخصة، فهي: «المرأة الفرنسية» اللطيفة، الجميلة، الحرة (من الضرائب)، الباسلة، الموالية، المخلصة، المتعلمة، الأكثر مسيحية. ويرى آلان كارتييه، عندما كتب حوالي عام 1420، أن شخص فرنسا مثل مجموعة من الصفات الطبيعية والثقافية كان لكل شخص واجب تجاهها يماثل واجب الطفل تجاه أمه. وبحلول عام 1484، استطاع مستشار فرنسا استخدام موضوع فرنسا كحديقة، وأكد على أن «جمال البلد، وخصوبة تربته، وسلامة هوائه تتفوق على كل البلدان الأخرى حول العالم.» وصاحب ذلك مطالبات حماسية للدفاع عنها. وفي تسعينيات القرن الخامس عشر، نقرأ في «عقيدة النبلاء» أنه: «يجب أن يكرس كل شخص نفسه للدفاع عن أرضه؛ فالشرف والمجد الحقيقيان يتوجان أولئك الذين يموتون من أجل بلدانهم. لا يوجد شيء بالغ الصعوبة لدرجة تحول دون إنقاذ مكان ميلاد المرء.» ولكيلا يخطئ المرء ويظن أن هذه دعوة للدفاع عن المنطقة الأهلية للشخص فقط، تقتبس بون صلاة قالها اللورد جون دو بويي في ذلك العصر، نصها كالتالي:
صلوا من أجلي أيها الشعب الطيب، صلوا لأجل اللورد بويي الذي قتل في الحرب العظيمة، مقاتلا من أجل فرنسا ومن أجلكم. (وتضيف كوليت بون: «الذي مات من أجل فرنسا.»)
40
Página desconocida