Los fundamentos culturales de las naciones: jerarquía, pacto y república
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Géneros
33 (7) فرنسا: المملكة الأكثر مسيحية
لخص الوصف الشهير «مملكة فرنسا المقدسة» الذي أطلقته جان دارك تراثا طويلا من الملكية الهرمية في فرنسا قائما على إحساس واضح بالمجتمع الفرنسي العرقي السياسي. نبعت قداسة المملكة الفرنسية من الأسلاف الأتقياء لملوكها ومن طائفة القديس لويس، ومن تقوى وورع شعبها، وعدد قديسيها ومقامهم الرفيع، لا سيما القديس دينيس، بالإضافة إلى كمية البقايا الأثرية، والشهداء والجثامين المقدسة الموجودة بها، وكنائسها وكاتدرائياتها، والكهنة والجامعات، وفوق ذلك كله نقاء إيمان شعبها، وعدم هرطقتهم ودعمهم المستمر للكنيسة. ولا عجب أن الملوك الفرنسيين منذ عهد فيليب الرابع، حوالي عام 1300، وصفوا أنفسهم بلقب «الملوك الأكثر مسيحية»، ورأوا أن شعبهم هو الجزء الأكثر حظوة من «إسرائيل الحقيقية»، أي الكنيسة الكاثوليكية، التي حلت محل الشعب المختار الأصلي. ونظرا لمعارضة الملك فيليب الرابع لبابا الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت، بونيفاس الثامن، فقد اعتبر فيليب نفسه «درع الإيمان وحامي الكنيسة».
34
قامت مزاعم الملوك الفرنسيين على أساس نسب يكافئ نسب الملوك الإنجليز ويساويه في القدم والنبل. انطلاقا من توحيد كلوفيس الأول لمقاطعة الغال الرومانية وتحوله إلى المسيحية الكاثوليكية عام 496، في معارضة القوطيين الغربيين الأريوسيين، تتحدث مزاعمهم عن سمو:
أمة الفرنجة المجيدة، المختارة من قبل الرب، الباسلة في الحروب، الوفية في السلم ، العميقة في الحكمة، الكبيرة في الجسم، الطاهرة في النقاء، العظيمة بلا نظير، الجسورة والسريعة والشرسة، المتحولة حديثا إلى الإيمان الكاثوليكي، والخالية من الهرطقة.
هذا ما ورد في تمهيد القرن الثامن لنصوص القانون السالي القديم. وبعد فترة ليست بطويلة، مسح الأساقفة بيبان، ابن تشارل مارتيل، بالزيت المقدس، بمباركة البابا، وأعلن أن مملكة الفرنجة هي مملكة داود الجديدة وأن شعبها يشابه شعب إسرائيل القديم في الترتيب الإلهي، وقد أكد البابا هذه المكانة في حفل تتويج شارلمان كإمبراطور عام 800.
35
تجدد الاعتقاد بأولوية المملكة الفرنسية بالقداسة في أوائل القرن الثاني عشر في عهد لويس السادس، عندما تأسست جماعة تبجيل القديس دينيس، القديس الحامي للمملكة. وكان القديس يمدح في القصيدة الملحمية «أغاني البطولة»، وكانت «رايته البرتقالية» ترفع في المعركة. إلا أن نصوص هذه الفترة المبكرة استخدمت مصطلح «الأكثر مسيحية» للإشارة إلى الشعب الفرنسي بدلا من المملكة الفرنسية أو الأرض الفرنسية، وأطلقت بقدر أقل على الملوك نظرا لأنه قبل لويس السادس لم يذهب أي ملك فرنسي إلى الحروب الصليبية. وبدأ هذا الأمر يتغير في أوائل القرن الثالث عشر عندما استعاد فيليب أغسطس نورماندي، وأصبح «الفرنجة» يقودون الحملات الصليبية، وأصبحت مملكة عائلة كابيه معروفة باسم «المملكة الفرنسية»، وأصبحت جملة «الدفاع عن المملكة» شائعة الاستخدام على نحو متزايد، حيث استحضرها الملك فيليب أغسطس والملك فيليب الرابع لتبرير حروبهما.
36
رغم ذلك، منذ منتصف القرن الثالث عشر، عززت جماعة لويس التاسع المقدس ورجال الدين في كنيسة القديس دينيس وكنيسة فلوري الاعتقاد بالحماية الإلهية للمملكة الفرنسية والمكانة الرفيعة لملكها وشعبها. في عام 1239 وفي عام 1245، كان المقر البابوي يخاطب لويس التاسع باسم «الأمير الأكثر مسيحية، حاكم الشعب الأكثر تقوى»، في حين بدأ الفرنسيون المتعلمون يرون أنفسهم «أمة مباركة»، مخلصين للكنيسة والبابوية. وكانت تلك أيضا الحقبة التي ترجم فيها «التاريخ الفرنسي الكبير» إلى الفرنسية نقلا عن النصوص اللاتينية القديمة التي مدحت حماس ونقاء الكاثوليكية الفرنسية وتقوى ملوكها. وكتب جوزيف ستراير عن هذه الفترة، فقال إن الكابيتيين «اضطروا إلى اختراع فرنسا التي زعموا أنهم يحكمونها. كان عليهم أن يجعلوا الرجال فخورين بالبلد وموالين كذلك للملك، وكان عليهم توسيع فكرة فرنسا لتتوافق مع توسيع نطاق نفوذهم.» ويستطرد ستراير قائلا إنه من أجل هذه الغاية اندمجت فكرتان، ألا وهما: فكرة الملك المقدس والبلد المقدس، وساعد اندماجهما في التعجيل بظهور دولة فرنسية مركزية نحو عام 1300.
Página desconocida