Los fundamentos culturales de las naciones: jerarquía, pacto y república
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Géneros
هذه الموارد الثقافية فحسب هي ما تطور ببطء في فترات معينة من التاريخ القديم لإسرائيل، أو تحريا للدقة، في فترات معينة من التاريخ القديم لمملكة يهوذا ولكومنولث يهودية لاحقا.
حاولت سابقا أن أوضح نمو المجتمع العرقي في مملكة يهوذا في أواخر القرن الثامن أو القرن السابع قبل الميلاد. حينئذ، كان المجتمع مجتمعا بشريا له اسم وتعريف ذاتي وأساطير عن الأسلاف، وذكريات تاريخية تفصيلية مشتركة، وثقافة أدبية عبرية قائمة على محورية عبادة يهوه، وتوراة موسى، والهيكل. وفي عهد ملوك الإصلاح الأقوياء أمثال حزقيا ويوشيا، والمطالبات التنبئية القوية المنادية بالتطهير، حفز هذا التراث بين النخب السياسية والدينية وعيا عرقيا قويا مرتبطا ارتباطا وثيقا بمعتقد العهد الإلهي، في وقت كانت تهدد فيه الإمبراطورية الآشورية استقلال مملكة يهوذا.
لكن هل يمكننا أن نبالغ ونرى في مملكة يهوذا القديمة مثالا أوليا لنوع من المجتمعات القومية، قد يكون بالفعل نموذجا أوليا للأمة كما يزعم أدريان هستنجز؟ من الصعب تحديد قدر الارتباط بأرض مملكة يهوذا. لقد ظلت بالتأكيد أرض الميعاد، وأوضح بعض الباحثين أن الأرض لم تصبح مقدسة إلا في تلك الفترة من خلال احتلالها من قبل شعب مختار. لدينا سجل حافل بهذا التعلق المحموم الذي تكون لاحقا في المنفى «على أنهار بابل». وفي مزامير داود وفي أقوال الأنبياء يمكننا أن نرى شيئا من الفرح والحب للأرض وتضاريسها - جبال الكرمل، وجمال وادي شارون، وتلال يهوذا، ولا سيما مدينة أورشليم المقدسة نفسها، العاصمة الوحيدة لمملكة يهوذا - وللأرض ذات الحدود؛ تلك الحدود المذكورة في التوراة.
38
كثير من الباحثين سيتفق أيضا على الطبيعة المميزة على نحو متزايد للثقافة العامة لمملكة يهوذا. ورغم ذلك، فنظرا لاستمرار عبادة الأصنام في ريف يهوذا، حتى في أيام يوشيا، فمن المحتمل أن الوعي القومي القوي - لو كان موجودا - كان مقتصرا على أورشليم والبلدات القريبة منها. هناك، كما رأينا، اشترك الناس المجتمعون في تجديد عهد سفر الشريعة الذي عثر عليه في الهيكل عام 621 قبل الميلاد، واشتركوا في إصلاحات يوشيا الدينية المصاحبة لذلك. بالتأكيد حاول الملك توسيع نطاق إصلاحاته من خلال تحطيم الأماكن المرتفعة والأصنام في الريف . في هذه الحالة، كانت الثقافة العامة المميزة هي كلا من «كلمة الرب» والشريعة، المنطبقة على الجميع. كانت المشكلة في ضمان التمسك بها على نطاق واسع، وهنا كان الموت المبكر ليوشيا في إحدى المعارك هو ما أوقف برنامجه الإصلاحي. ولم يستأنف البرنامج جزئيا إلا في المنفى البابلي، من خلال مزيد من التعديل للقوانين والتواريخ في أسفار موسى الخمسة وفي سفر التثنية، ولم يتمكن عزرا ونحميا من البدء في وضع أساس مجتمع قومي مجدد ومطهر إلا في مجتمع أورشليم وهيكله بعد النفي البابلي.
39
كل هذا يؤيد تصنيف ستيفين جروسبي لمملكة يهوذا في أواخر القرن السابع على أنها «جنسية» - وأقول «أمة» - لكنها أمة سرعان ما انمحت. ورغم ذلك، فقد أصبح نموذج تلك الأمة رائجا. فحتى دون وجود الملوك وحتى تحت الحكم الأجنبي تمكن يهود أورشليم من البدء في بناء مجتمع عرقي ديني مستقل تحت قيادة مرجعياته الدينية المرتكزة على الهيكل وثقافته العامة، ومستحضرا العصر الذهبي للعهد الموسوي. وفي اللحظة التي فتحت فيها الظروف الطريق أمام قدر من النشاط السياسي المستقل، أضيفت لمحة جديدة من النضال والتضحية من أجل التوراة والمجتمع إلى الثورة المكابية الناجحة التي قامت عام 167 قبل الميلاد، وسعى قادة أمثال سمعان المكابي إلى تعضيد مناصبهم العسكرية بمكانة الكاهن الأكبر الدينية من خلال الحصول على تصديق المجتمعين. في القرن التالي، نرى تأكيدا مجددا على نطاق أرض إسرائيل، ذروة ثقافة الهيكل، مصحوبا بزيادة الكنس، والتزام أكبر بالتوراة. وعلى الرغم من انفصال الأسينيين والصراع بين الصدوقيين والفريسيين، فلم يسفر الاحتلال الروماني إلا عن تقوية العمليات التي عززت تكوين مجتمع قومي بين اليهود في هذه الفترة، وعبر الفريسيون وحزب زيلوت عن الحس الوطني المتزايد المنتشر بين أعداد غفيرة من السكان اليهود في فلسطين الرومانية.
40
خاتمة
على الرغم من أن أي استنتاج بشأن وجود الأمم في الشرق الأدنى القديم هو استنتاج غير مؤكد وضعيف للغاية، فيبدو أنه - على الرغم من انتشار الروابط والشبكات العرقية - لا يمكن العثور على أدلة كافية تسمح لنا بالحديث عن وجود أمم في العصور القديمة إلا في مصر القديمة وفي مملكة يهوذا. في هاتين الحالتين فقط أصبحت العمليات الاجتماعية والرمزية الضرورية متطورة بالقدر الكافي لتكوين الظروف المناسبة التي من شأنها أن تجعل تلك المجتمعات قريبة الشبه بالنموذج المثالي للأمة، وفي فترات معينة فقط من تاريخها. من ناحية أخرى، في حالة الإمبراطورية الآشورية الجديدة والإمبراطورية الفارسية، لم يكن يوجد سوى بعض العمليات ذات الصلة، وكانت كافية لتحفيز ظهور «عرقيات» ذاتية التعريف، لا لتكوين ظروف نشأة الأمم. علاوة على ذلك، لم تكن المصادر الثقافية المتعلقة بأساطير الاختيار الإلهي للشعوب، والعصور الذهبية، والمصير من خلال التضحية، والمصادر التي تساعد في الحفاظ على الإحساس بالهوية القومية؛ متطورة جيدا إلا في حالة مملكة يهوذا، وهذا قد يساعدنا في تفسير سبب استمرار كونها ذات صلة وتأثير «على المدى الطويل».
Página desconocida